وقف نتنياهو ,أمس, ليهدد المقاوم أحمد جرار, ويدعي أنه لن يسمح له بالمس بروح (إسرائيل)، وهي مضمون العبارات التي أطلقها قادة غابرون للاحتلال, ضد يحيى عياش, عندما خشي قادة الاحتلال أن يكون في أحد اجتماعاتهم، وغيرها من المواقف ضد قادة المقاومة ومطاردي المقاومة.
اليوم أحمد جرار يقدم نموذجاً جديدًا من المقاومين، يقف قادةُ الاحتلال, عاجزين عن الوصول إليه في بيئة, كان يعتقد جيش الاحتلال أنه استوطن فيها, وأقام فيها بأمن واستقرار بعد سنوات طويلة من التنسيق الأمني وحملات المطاردة والاعتقالات.
أحمد جرار ليس اسمًا عابرًا, بل سليل عائلة الشهداء على درب والده وأجداده وتاريخ عائلة ممتد في التاريخ أبعد من دولة نتنياهو.
نعم أحمد جرار أسطورة، ولمَ لا؟ وهو الذي استطاع أن يوجه ضربة قاسية للأمن الإسرائيلي على مدار شهر كامل، ويخشى الاحتلال أن يخرج لهم من حيث لا يحتسب، بغض النظر عن رواية الاحتلال حول مسؤوليته عن عملية نابلس التي قتل فيها المستوطن.
نحن أمام نموذج من الشباب الوسيم الاجتماعي الملتزم والمقاوم الشرس الذي يبدو أنه مدرب, يقتفي أثره الشباب في الضفة, ويقدمون أرواحهم في حمايته, كما حدث مع الشهيدين أحمد إسماعيل جرار وأحمد عبيد.
الضفة الغربية تراكم العمل المقاوم, وتنفض عن نفسها غبار العدوان والقمع ومحاولات التدجين التي قام بها الاحتلال, خلال الأعوام الماضية، لتنهض من جديد بالشباب المقاوم الذي يخطط ويعد ويجهز, كما حدث قبل أيام في طولكرم, وحقل الألغام الذي تم اكتشافه من السلطة الفلسطينية, حيث كان معدًا لجيش الاحتلال، ولو قدر له النجاح لفتك بعدد من الجنود، و المقاومة تعد بالروح والإرادة التي تقودها.
أحمد جرار لم يعد مجرد شاب مطارد للاحتلال, بل أسطورة قد نشهد مثله من جديد يقاوم الاحتلال, ويقارع المستوطنين, وينسف نظرية الأمن الصهيوني في الضفة الغربية, مستحضرًا نهايته بغزة.