هاجمت عائلة الجندي الإسرائيلي المفقود في قطاع غزة منذ عدوان 2014، هدار جولدن، رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهمة حكومته بالتخلي عن ابنها الأسير لدى "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس.
وقالت والدة جولدن، في رسالة بعثتها لنتنياهو ولوزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وقائد أركان الجيش غادي إيزنكوت، ومسؤولين آخرين: "تخليتم عن الجنود بعدما أرسلتموهم لحماية (إسرائيل) من الصواريخ والأنفاق .. والآن تركتمونا ندفع الثمن من أجل عودتهم".
وأضافت الوالدة في رسالتها "أي شخص يسكت عن الظلم فهو شريك فيه جميعكم رئيس وزراء ووزير الأمن والوزراء (..) الحكومة أرسلت الجنود إلى غزة لكنها لم تتمكن من استعادة جنديين اثنين وقعا في أسر حماس"، داعية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حركة حماس عبر تشديد الحصار عليها.
يذكر أن جيش الاحتلال أعلن خلال العدوان الأخير على غزة، وتحديدا في الأول من شهر أغسطس/آب 2014، عن فقدان الاتصال بالضابط هدار جولدن في مدينة رفح، جنوب القطاع، وحينها أعلنت كتائب القسام أنها فقدت الاتصال بمجموعتها المقاتلة التي كانت في المكان.
وتعليقا على رسالة والدة جولدن، قال المحلل للشأن الإسرائيلي سعيد بشارات "من الواضح أن عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة بدأت تأخذ منحى تصاعديا ضد حكومة الاحتلال بغية الضغط عليها أكثر، وذلك في ظل تجاهل الأخيرة لمناشدات ومطالب العائلات المتكررة".
وأضاف بشارات لصحيفة "فلسطين" "لم يصل حراك العائلات حتى اللحظة لنقطة الضغط الحقيقية على الحكومة من خلال الشارع الإسرائيلي، ولكن الرسالة الأخيرة قد تكون بمثابة الإنذار الأخير قبل أن تتجه العائلات لتصعيد واضح، بهدف دفع الحكومة لتخليص أبنائهم من الأسر".
وأشار بشارات إلى أن تزايد حدة اللغة الهجومية في الرسائل التي ترسلها عائلات الجنود إلى قادة الاحتلال، هي نتيجة متوقعة للحرب النفسية التي تشنها كتائب القسام باستخدام وسائل وأدوات إعلامية متعددة.
وكانت كتائب القسام قد ردت في منتصف الشهر المنصرم يناير/كانون الثاني عبر حسابها بموقع "تويتر" على رسالة سابقة من والدة جولدن، بالقول "إذا كنت تريدين أن تري ابنك، انتقلي إلى حكومتك لأنها تخفي الحقيقة والحل.. حكومتك تكذب".
وبمطلع أبريل/نيسان 2015 أعلنت الكتائب للمرة الأولى عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى عنهم، في حين أعلنت حكومة الاحتلال فقدان جثتي جنديين "شاؤول أرون"، و"هدار جولدن" خلال عدوان 2014 قبل أن تعود وتصنفهما مفقودين.
إضافة إلى الجنديين، يتحدث الاحتلال عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير معلومة بعد.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2017 علّقت كتائب القسام على مفترق "السرايا" وسط مدينة غزة، لافتة كبيرة تحمل صورة للجندي الإسرائيلي "شاؤول أرون"، وذلك تزامنا مع ذكرى ميلاد أرون الرابعة والعشرين.
وفي نهاية عام 2016، نشرت دائرة الإعلام العسكري التابعة للقسام مقطعي فيديو، قالت إنهما يأتيان بذكرى ميلاد أرون، حيث كتب في ختام المقطع الأول عبارة "عام جديد والجندي شاؤول بعيداً عن أهله"، وختم الثاني بـعبارة "القرار بيد الحكومة".