تتسبب حواجز الاحتلال الإسرائيلي الثابتة والطيارة في مختلف محافظات الضفة الغربية، بمعاناة فلسطينية يومية، غير أن هذه المعاناة تختلف أحيانا من وقت لآخر ومن مكان لآخر.
ويعد "حاجز الحمرا" الفاصل بين شمال الضفة والأغوار الفلسطينية، مثالا للمعاناة والقهر اليومي، منذ وجوده قبل 17 عاما، وتكمن خطورته كونه يفصل بين المحافظات الفلسطينية.
وأوضح الناشط الحقوقي عارف دراغمة، أن "حاجز الحمرا" من أسوأ الحواجز العسكرية التي تلقي بظلالها السلبية على المواطنين والمزارعين والمارين وأيضا المسافرين إلى معبر الكرامة الفاصل بين الضفة والأردن.
وقال دراغمة، لصحيفة "فلسطين": "هذا الحاجز يعتبر من الحواجز المؤلمة في حياة أهالي المنطقة، فهو يتحكم في شريان رئيس يفصل المحافظات الشمالية جنين ونابلس وطوباس وقلقيلية وسلفيت عن الأغوار، وهو قائم وثابت، ويمارس الجنود على الحاجز عنصريتهم وجرائمهم".
وأضاف: "الحاجز يتسبب بتعطيل أعمال وتأخير وصول المسافرين إلى اريحا حيث معبر الكرامة وكذلك الموظفين والمدرسين وطلبة الجامعات، فالاحتلال وضعه في منطقة حيوية ليعيق تنقل الفلسطينيين فقط".
وأكد أن قوات الاحتلال أقامت الحاجز المذكور، بغرض تعزيز سطوة الاحتلال على المواطنين وحماية المستوطنات القريبة مثل مستوطنة "الحمرا" ومستوطنة "ميحولا".
وتابع دراغمة: "الاعاقة اليومية للفلسطينيين مساء وصباحا لها هدف استراتيجي من اجل منع الفلسطينيين من التنقل بين الضفة والأغوار وترك الساحة للمستوطنين، فمنطقة فروش دجن تعتبر من السلات الغذائية ويتم تصدير المنتوجات الزراعية إلى كافة الأسواق في الضفة الغربية والخارج".
وأشار إلى أن معاناة المواطنين في المنطقة لا تقتصر على الاستيطان والحاجز فقط، بل يتعدى ذلك التدريبات العسكرية لجيش الاحتلال التي تتواصل على مدار العام، مؤكدا أن هذه التدريبات لها أثرها على الارض والانسان معا.
وطالب دراغمة الجهات الحقوقية والانسانية بالتدخل لوقف الاجراءات التعسفية والعنصرية بحق اهالي المنطقة المحيطة بـ(حاجز الحمرا) العسكري، وما يترتب عليه من معاناة حقيقية لهم.
ويلقى الفلسطينيون مضايقات وإهانات واعتقالات وقد يصل الأمر إلى القتل العمد على الحواجز التي يزيد عددها على 630 حاجزا تقطع أوصال الضفة الغربية.