قائمة الموقع

من غربته.. سخّر أبو هربيد إمكاناته ليكون "سفير فلسطين"

2018-02-01T06:53:04+02:00
أبو هربيد (أرشيف)

"أحمد أبو هربيد" شابٌ من غزة أخذ على عاتقه أن يكون سفيرًا لبلاده فلسطين حيث يقيم في تركيا، ومن الغربة سخّر إمكانياته العلمية والعملية لتقديم الدعم الإغاثي والطبي للمحاصرين في قطاع غزة، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لحشد الأتراك للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

أبو هربيد (25 عاما) من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، حصل على شهادة الدبلوم في التمريض في غزة، وشهادة الدبلوم في مجال الأطراف الصناعية والجبائر من جامعة العلوم الماليزية، ويدرس حاليا إدارة البيانات في جامعة مرمرة في مدينة إسطنبول.

تواصلت "فلسطين" مع الشاب أبو هربيد للحديث عن نشاطه كشاب فلسطيني يعمل على خدمة القضية الفلسطينية من غربته، وإسهامه في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لمن يعانون في القطاع:

توصيل المعاناة

يقول أبو هربيد: "شاركت مع العديد من المؤسسات الفلسطينية والتركية في توصيل فكرة المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات من خلال فعاليات في الجامعات والمدارس التركية، وعملت على في توصيل رسائل المعاناة التي يعيشها أهل غزة خلال فترات الحروب والحصار القاسية، ودعوة الأصدقاء الأتراك بضرورة التضامن والمساهمة في دعم أهل غزة من خلال علاقاتي الشخصية".

ويضيف: "عملت على جلب العديد من مصادر الدعم المادي عبر مشاريع إغاثية عاجلة، تكفلت بها مجموعة من الجمعيات الماليزية تربطني معهم علاقة محبة وصداقة منذ فترة طويلة".

وعلى الصعيد الطبي، يبين أبو هربيد أنه تعاون مع مؤسسات الإغاثة التركية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، كونه ممرضا ومختصا في الجبائر والأطراف الصناعية، وساعد بخدمات تطوعية وترجمة على مدار الساعة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة شبابية من الطلاب الفلسطينيين المغتربين في تركيا تقدّم خدمات ترجمة وتطوع لمساعدة الجرحى الفلسطينيين على مدى ستة شهور متواصلة.

ويتقن الشاب الغزي أربع لغات إضافة إلى لغته العربية الأم، وهي التركية، والانجليزية، والماليزية، والعثمانية، وهذه اللغات أهلته ليكون متطوعا ضمن مجموعات تطوعية اجتماعية ودولية.

وفي معرض رده على سؤال عن طبيعة نشاطه لخدمة القضية الفلسطينية، يجيب أبو هربيد: "أساس النشاط يقوم على تعريف الأصدقاء والبيئة المحيطة بي كبيئة الدراسة وبيئة العمل بفلسطين وواقعها، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك) و(تويتر)، فهذه الوسائل تكون أحيانا، ذات تأثير قوي على من حولنا، خصوصا حين ندعم الفكرة بالصور والوثائق وما يجري في فلسطين".

ويوضح: "ننفذ العديد من النشاطات الداعمة للقضية الفلسطينية، والمتمثلة في النشاطات التعريفية بفلسطين ومعاناة الشعب وأحقيته بأرضه، والتي تتم بأشكال مختلفة، كأن تكون على هيئة معارض للصور في المناسبات الوطنية، كيوم الأرض ووعد بلفور، ويتم تنظيمها في أماكن مهمة مثل محطات القطارات والميادين العامة".

ويبين: "توجد أيضا البرامج والمعارض الثقافية الدولية، والتي نقوم من خلالها بعرض المواد التراثية الفلسطينية كالكوفية, وعلم فلسطين, والثوب الفلسطيني, وخريطة فلسطين وكذلك العديد من الكتب التي تتحدث عن فلسطين ومقدساتها وتراثها وأحقية شعبنا بها والتغيرات الجغرافية والديموغرافية التي عاشتها فلسطين على مدى تاريخ الصراع مع الصهاينة".

مطالب بالمشاركة

ووقود نشاطه المتواصل في الغربة رغم بعده عن فلسطين، هو هويته الفلسطينية وروح الانتماء لترابها، بالإضافة إلى إنسانيته تجاه أهله الذين عاش معهم المعاناة والحياة القاسية بفعل الحصار والحروب والاعتداءات المتكررة على المقدسات والتراث.

ويرى أبو هربيد أن "من أهم الأشياء التي ساعدت الفلسطينيين على مدى الصراع، هو الدعم الإنساني والإغاثي الخارجي سواء عبر الدول المانحة, أو المؤسسات الإغاثية والإنسانية، أو حتى عبر الدعم الشخصي من خلال العلاقات الاجتماعية المترابطة مع البيئة الخارجية".

ويؤكد أن كل شخص فلسطيني موجود في الخارج مُطالب بالمشاركة في دعم صمود الشعب الفلسطيني، من خلال حملات جمع التبرعات والتواصل مع الأطياف السياسية والاجتماعية، وتوجيههم لدعم صمود الناس في فلسطين، موضحا: "على الفلسطينيين في الخارج، أن يدعموا أهلهم في فلسطين، وذلك لتثبيت الناس على أرضهم وبث روح الصبر والمواصلة على نفس النهج وعدم التنازل عن القضية الفلسطينية والمقدسات، وعدم شغل الناس عن قضيتهم العادلة".

ولكل عمل مثمر وإيجابي معيقات وصعوبات لكبح جماح من يقوم بها، فما هي المعيقات التي واجهت أبو هربيد خلال عمله الإنساني والإغاثي: يردّ: "واجهت حملات مضادة على وسائل التواصل الاجتماعي أدت الى إغلاق حسابي على (فيس بوك) لعدة مرات، خصوصا خلال الحرب الأخيرة على غزة، لأني كنت ناشطًا في مجال دعم القضية عبر هذه الوسائل".

سفير فلسطين

ويقول: "يجب العمل بشكل أوسع وتنظيم الحملات الإعلامية الدولية بعدة لغات، وإيصالها لأكبر عدد ممكن من الناس حول العالم، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لإيصال ما يحدث في فلسطين من احتلال ومعاناة وحصار".

ويضيف: "يسعى الاحتلال إلى إغلاق عين العالم عن القضية، وإثبات أحقيته بأرض فلسطين ومقدساتها، ولأجل ذلك يحسن استخدام الوسائل الإعلامية والدبلوماسية لنزع الغطاء السياسي عن القضية الفلسطينية وتحويل مسارها كما يريد".

ولا ينفك أبو هربيد عن المشاركة في المؤتمرات التي تتحدث عن القضية الفلسطينية الدولية، إعلاميا, وسياسيا، وثقافيا، ويركز بشكل أساسي على الجانب الإغاثي، والإنساني، والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار والحروب المتكررة ومحاولة توفير الدعم اللازم للتعويض قدر المستطاع.

وحتى في المؤتمرات العلمية غير المتعلقة بالقضية الفلسطينية، يحرص دائما على وضع العلم الفلسطيني في كل ملف يعرضه، وكذلك بث فيديو قصير عن المقدسات في فلسطين، مرفق بالموسيقى الفلسطينية التراثية، للفت أنظار العالم للعقول الفلسطينية الفذة التي تنجز رغم المعيقات.

ويتمنى أبو هربيد أن يعود إلى قطاع غزة حاملا خزينة ثقافية وعلمية متراكمة، مما جمعه من الجامعات حول العالم، لينقل أفضل الوسائل التعليمية والإنتاجية للغزيين, وأن يكون أكاديميا ناجحا مساهما في رفع الكفاءة العلمية الفلسطينية، وأن يكون سفيرا لفلسطين في عدة مجالات.

اخبار ذات صلة