فلسطين أون لاين

ارتفاع تكاليف القهر في غزة

لا أدري لماذا تم إعفاء المواطنين في غزة من ضريبة القيمة المضافة قبل سنوات، ولا أعلم ما سبب إعادتها بعد استلام الحكومة مهامها، فإذا كان قرار الإعفاء الضريبي مرتبطا بالأوضاع السيئة لقطاع غزة كما بررها بعض المحللين آنذاك، فالأوضاع في هذا الوقت أسوأ بكثير، وإن كان ذلك القرار إضعافا لحركة حماس فإن إلغاءه يؤكد أن الحكومة متمكنة في غزة، وهي التي تقوم بجباية الضرائب الداخلية من المواطنين، ولو لم تكن الحكومة هي المستفيد الوحيد لما صدر مرسوم بإعادة الضرائب كما كانت.


إذا كانت الحكومة قد تمكنت في غزة وهي التي أكدت أن جباية الكهرباء تحسنت، وأن وزير التربية والتعليم أعاد مئات الموظفين القدامى إلى وظائفهم وأشياء من هذا القبيل، فلماذا يصر البعض على أن الحكومة لم تتمكن بعد؟ وأنه لا بد من استمرار العقوبات وشح الكهرباء وقلة الدواء؟ فضلا عن الاستمرار في تحميل المسؤولية لحركة حماس التي نفذت جميع المطالب بل والشروط اللازمة لرفع العقوبات عن غزة واستلام حكومة الوفاق إدارتها والمضي قدما في تحقيق المصالحة؟


بالأمس وقف رئيس وزراء دولة الاحتلال على مشارف مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية من أجل افتتاح شارع التفافي، وأعلن أن تلك المنطقة هي قلب دولة "إسرائيل"، علما أن حدود المناطق المحتلة عام 48 تقع غرب مدينة قلقيلية والشارع الالتفافي شرقها أي أن المدينة واقعة على الحدود المزعومة بين دولة فلسطين المنتظرة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تكون المعركة على أشدها داخليا، بينما العدو الإسرائيلي يتمدد في الضفة ويتجذر يوما بعد يوم ولا نرى أي عقبات في طريقه؟ بل هناك أخبار تفيد بقرب عقد اجتماع فلسطيني إسرائيلي في القدس الشريف رغم تهديدات منظمة التحرير ورغم إعلان الطرف الفلسطيني مقاطعة أمريكا من أجل القدس ووقف اللقاءات مع العدو الإسرائيلي، لماذا ترتفع تكاليف القهر ويشعر بها أهل غزةبسبب الإجراءات الهادفة إلى تصويب الأوضاع كما وصفتها الحكومة ولا يتأثر العدو الإسرائيلي بأي من التهديدات التي توجهها السلطة إليه؟ يا حبذا أن نكون أشداء على اليهود رحماء بيننا، وأن يدرك العقلاء أن استمرار الأزمة لن يكون في صالح أي طرف فلسطيني بل وليس في صالح أي طرف في المنطقة التي توشك على الانفجار.