فلسطين أون لاين

​إنجازات الأبناء ليست في المدرسة فقط

...
غزة - نسمة حمتو

لكل إنسان جوانب يتميز فيها عن الآخرين، على صعيد الدراسة أو العمل أو مهارات أخرى مثل القراءة أو كتابة الشعر أو التمثيل أو الرياضة، ويحدث أحيانا أن يتميز الابن في بعض الجوانب ويحقق فيها إنجازات حقيقية، بينما يكون حاله كذلك في الدراسة، وفي هذه الحالة تتباين ردود فعل الآباء، فمنهم من يثني على إنجازات ابنه في أي مجال، ويعمل على تقويتها، ويتفهم أن مستواه الدراسي مرتبط بالقدرات والفروق الفردية، وآخرون يستصغرون كل نجاحات ابنهم ما لم يتفوق دراسيًا، ما يسبب له إحباطا يفقده مهاراته ويهز شخصيته..

شخصية مهزوزة

الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي، قال: "بعض الأهالي يستخفون بإنجازات أبنائهم ويقللون من شأنها، وقد يقابلون الإنجازات بعبارات التوبيخ".

وأضاف لـ"فلسطين": "هذا بالتأكيد أسلوب خاطئ، فربما يخفق الأبناء في الجانب الدراسي ولكنهم يتميزون في جوانب أخرى، ويحققون فيها أعلى المراتب، ويمكن للوالدين استثمار هذا الجانب وتعزيزه، وكذلك يمكن ربطه بالإنجاز الدراسي، فتشجيع الطفل في جانب يحبّه قد يساعده على الإنجاز دراسياً".

وعن الآثار السلبية لهذا الأسلوب، أوضح الشوربجي أنه يجعل شخصية الابن مهزوزة وضعيفة، وتكون نظرته لذواته دونية، ويفقد ثقته بنفسه، ويشعر أن لا قيمة لأي إنجاز، وإذا استمر الأهل بمعاملته بهذا الأسلوب فإنه سيفقد ما حققه من تميز على أي صعيد.

وبيّن: "على الأهل أن يقتنعوا بوجود فروق فردية بين الأبناء، وبالتالي ليس بالضرورة أن يتفوقوا جميعا في دراستهم، وليعلموا أن الابن قد يتميز في الجانب المهني أو بعض الصناعات أكثر من تميزه في الجانب الدراسي".

وقال: "على الأهل أن يشجعوا أبناءهم في الجوانب كافة، ويدعموا مواهبهم، كالرياضة أو النشيد أو الشعر، ومن ثم يربطوا توفيقهم في هذه الجوانب بالجانب الدراسي، وبذلك يتم تحقيق هدفين، هما تنمية مواهب الأبناء بدلا من دفنها، وتحسين مستواهم الدراسي".