فلسطين أون لاين

​الضغوط النفسية تصيب الطلبة أيضًا

...
غزة - مريم الشوبكي

تراجع المستوى الدراسي للطالب قد يكون مؤشرا على معاناته من بعض الضغوط النفسية، التي تجعله أسير التفكير والقلق والشرود الذهني وعدم التركيز، وعلى الأهل أن يعملوا بكل ما أوتوا من قوة لتخفيف هذه الضغوط عن كاهل أبنائهم، لا أن يتساءلوا: "ما الذي يتعب نفسية الطفل؟" كما يفعل الكثير من الأهالي لجهلهم بأن الضغوط النفسية لا تقتصر على فئة عمرية معينة.. في السطور التالية نتحدث عن الضغوط النفسية لطلبة المدارس وتأثيرها على تحصيلهم العلمي..

استمعوا له

قال المرشد التربوي محمد الحواجري إن "الضغوط النفسية هي حالة نفسية تصيب أي شخص، نتيجة تراكمات ضغوطات الحياة المختلفة، قد يكون لدى الشخص قدرة تحمل، أو أن يقع فريسة للضغط النفسي".

وأضاف لـ"فلسطين" أن الضغوط النفسية قد تكون اجتماعية، أو صحية، أو أسرية، أو من الأصدقاء والأقران.

وتابع: "الضغوط النفسية لا تقتصر على فئة عمرية معينة، وإنما يمرّ بها الجميع، ومن ذلك الأطفال والمراهقون".

وعن طلبة المدارس تحديدا، بيّن الحواجري أن جل الضغوط تنعكس عليهم على هيئة شرود ذهني، تشتت تركيز، وقلق، وأحيانا تكون بسبب الدراسة فتصيبهم بالتزامن مع بدء الامتحانات.

ومن الضغوط النفسية التي يعانيها الطالب أنه يدرس بلا هدف، وإنما لإرضاء الأبوين فقط.

ولفت الحواجري أن الانفصال بين الأب والأم يؤثر على نفسية الطالب وسلوكه، بالإضافة إلى أن المشاكل الاقتصادية تشكل ضغطًا عليه.

وأكد على أن إهمال الأهل لابنهم وعدم متابعة مستواه في المدرسة بذريعة سعيهم لتوفير لقمة العيش له أمر غير مقبول، لافتا إلا أن بعض الأهالي لا يقدرون ما يتعرض له ابنهم من ضغوط نفسية، ولا يسألونه عما يزعجه.

وأوضح أن التخلص من الضغوط النفسية يتطلب إرادة وقناعة، والأجدر بالشخص أن "يفرغ كأسه"، أي يخفف من الأعباء بمساعدة نفسه بنفسه، واستخدام التفريغ الانفعالي لتفريغ الشحنات السالبة من خلال التعبير عن المشاعر والأفكار والضغوط التي يشعر بها.

وأشار إلى أن التفريغ يتم بطرق مختلفة، منها الرسم، أو التمثيل، مع تقوية الوازع الديني، والاهتمام بالجانب الترفيهي، بحيث يخلق الطالب لنفسه جوًا ترفيهيًا بالتنزه ومشاركة الناس في مناسباتهم الاجتماعية.

وبين أن الطالب يستطيع تخطي هذه المرحلة بشكل فعال بالتركيز والانتباه من خلال تقسيم وقته بين المذاكرة والنوم والأكل، وتخصيص مكان للدراسة بعيدا عن أماكن الاسترخاء، وزيادة الرغبة في المذاكرة من خلال التنافس مع الذات، والتفكير الإيجابي المستمر بتحقيق هدف التفوق، والمراجعة المستمرة للدروس، وتدوين المذكرات، كما أن الطريقة الجيدة للدراسة هي استعراض المادة قبل بدء المذاكرة.

وشدد الحواجري على أن للأبوين دور كبير في مساعدة الابن في التخلص من الضغوط النفسية المختلفة، على أن يكون تعاملهما مع الأمر منطلق من وعي كامل بالمرحلة التي يعيشها ابنهما، ووفق مبدأ "إذا كبر ابنك خاويه"، بطمأنته وتوفير بيئة آمنة له، وتوجيه النقد البناء له وعبارات تحفيزية تشجيعية.