فلسطين أون لاين

​الأوضاع الاقتصادية صعبة.. فلا تنسَ ذوي القربي

...
غزة - نسمة حمتو

تكافل الأقارب فيما بينهم في هذه الأيام العصيبة ضرورةٌ لا بد منها، إذ زاد الفقر وكثر المحتاجون، ومن يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، تعرفهم بسيماهم، لا يسألون الناس إلحافاً، السؤال عن أحوال ذوي القربى وتقديم يد العون لهم يحقق أكثر من مقصد في الشريعة، كالمساعدة بالمال، وصلة الرحم..

تفقد الأرحام

عضو رابطة علماء فلسطين الدكتور يونس الأسطل، قال": "يتمحور موضوع التكافل بين الأقارب حول جانبين، أولهما لزوم تفقد الأرحام والأقارب والمعوزين بشيء من الصلة بالمال، مما قل منه أو كثر، نصيباً مفروضا، والجانب الثاني هو أن هذا التكافل الواجب يحقق كثيراً من مقاصد الشريعة ومنها أن يكون عموم المؤمنين كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحُمى، فما بالنا حين يكونون ذوي قُربى؟".

وأضاف لـ"فلسطين": "معالجة الأزمة التي أمست حادة عند أكثر الناس تكون بوجوب التكافل بين القرابات والعصبات، بأن يحمل أغنياؤهم فقراءهم، بتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم الذي يحول بينهم وبين الاضطرار إلى المسألة، أو سلوك سبل غير مشروعة في الحصول على القوت".

ولفت إلى أن من أدلة الوجوب على ذلك، قوله تعالى " وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ..".

وبيّن: "دلت هذه الآية على أن في مال الأغنياء حقا وواجبا غير الزكاة، حيث جعلت ذلك من البر، ومن المعلوم أنكم لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، ولا يتوقف نيل البر على فعل الواجب، وقد قدمت الآية ذوي القربى على غيرهم من الأصناف الخمسة الأخرى ذوي العُسرة وقد ذكرت إيتاء المال، وإيتاء الزكاة، فدلّ ذلك على وجوب التكافل مع المذكورين بشيء غير الزكاة".

قل العفو..

وقال الأسطل: "نمرّ بظروف تشبه عام الرمادة، الذي وجب فيه إخراج ما زاد عن الحاجة المعتادة، كما قال سبحانه وتعالى (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو)، أي الزائد عن الحاجة، بل يستحب أن نكون ممن يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع، وهو يعلم، أي لا يكمل إيمانه".

وأضاف أن أفضل تكافل ما كان كصنيع الأشعريين، فقد روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قد امتدح الأشعريين بأنهم كانوا إذا أملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما عندهم في ثوبٍ واحد، واقتسموه بينهم بالسوية، ثم قال "فهم مني، وأنا منهم"، أي أن هذا هو الفضل والخلق العظيم.