فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بمناسبة يوم الأسير: شهادة الأسير عز الدين عمارنة عن السجون وعجائبها السبع!

منذ 7 أكتوبر.. الاحتلال اعتقل نحو 100 صحفي فلسطيني بشكلٍٍ تعسفي

استنادًا لـ "تسجيل صوتي".. "التحقيقات الفيدرالي" يكشف تفاصيل جديدة عن حادثة اغتيال الطفلة هند وأسرتها

"كل يوم هو بمثابة صراع من أجل البقاء".. الأمم المتحدة تدعو لمساعدات بقيمة 2.8 مليار دولار للفلسطينيين

هكذا يشارك أطباء "إسرائيليون" في جرائم تعذيب أسرى غزة وبتر أطرافهم "دون رحمة"

"بقذيفة إسرائيلية واحدة".. قتلت 5 آلاف من أجنة أطفال بغزّة وأزهق الأمل الأخير لمئات الأزواج بـ "الإنجاب"

السلطات الأمريكية تعتقل موظفين في "جوجل" احتجوا ضد التعاون التكنولوجي مع "إسرائيل"

هنية يبحث مع وزير الخارجية التركي التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب على غزة

حماس: أسرى الاحتلال عالقين في حسابات نتنياهو ومناورات "البحث عن العظام" في مقابر غزة فاشلة

"طوفان الأقصى" تكبّد "إسرائيل" خسائر باهظة.. "تل أبيب" تسجل يوميًا 60 جنديًا معاقًا بسبب عدوانها على غزة

​تراجعت زراعتها

"القرنفل" تذبل على أبواب المعابر

...
رفح - صفاء عاشور

زهرة القرنفل هي تلك الزهرة رفيقة الشعراء وهدية المحبين وصاحبة المزارع الفلسطيني منذ أن بدأ عهده في زراعة الزهور، كيف لا وهي الزهرة الوحيدة التي كانت رفيقة وفية له تراعي ظروفه وتتحمل مشاق السفر إلى أوروبا، فتحقق له عائدًا ماليًّا يكفيه لزراعة غيرها؟!

إن مزارعي قطاع غزة جرّبوا زراعة عشرات الأنواع من الزهور، إلا أن "القرنفل" ظلّت الزهرة الأساسية التي لا غنى عن زراعتها، لكن الواقع الصعب الذي يعيش فيه القطاع انعكس عليها، فلم يعد تصديرها مُتاحًا، ما أدّى إلى الاكتفاء بزراعة كميات قليلة تسد الحاجة القليلة للسوق المحلية.

أجمل الهدايا

ولزهرة القرنفل قصة قديمة بدأت مع بدء مزارعي القطاع زراعتها في بداية تسعينيات القرن الماضي، عندما زرعها والد المزارع محمد حجازي في 1991م، بهدف تصديرها إلى الدول الأوروبية.

حجازي الذي يعيش في محافظة رفح جنوب قطاع غزة قال: "إن مدينة رفح كانت المنطقة الرئيسة لزراعة الزهور بوجه عام في قطاع غزة، وكان يصدر معظم ما تزرعه إلى الدول الأوروبية".

وأضاف لـ"فلسطين": "إن وردة القرنفل كانت أبرز الورود التي تُزرع وتُصدّر، وذلك لتحملها أجواء السفر، وطول مدة النقل من فلسطين حتى الدول الأوروبية، دون أن تذبل، كما هو حال بعض الزهور الأخرى".

وبين أن زراعة الزهور شهدت انتعاشًا واضحًا من بداية تسعينيات القرن الماضي حتى 2005م، فالأوضاع في تلك المدة كان مشجعة على زراعة الزهور، وكان التاجر الفلسطيني حاضرًا دائمًا في الأسواق العالمية للترويج للمحاصيل الغزية، ومنها الزهور، ولكن بعد فرض الحصار على القطاع تغيّر الحال تمامًا.

تابع حجازي: "تغيرت الأوضاع علينا، وأصبح مزارع الورود في القطاع محاصرًا وغير قادر على تصدير وروده".

كان المزارع الغزي سببًا في توفير أجمل الهدايا التي يتبادلها المواطنون في الدول الأوروبية، أما اليوم فزهوره تذبل أمام ناظريه في أثناء انتظار فتح الاحتلال المعابر أمامها، لتشق طريقها إلى حيث يُفترَض أن تكون، بحسب ما ذكر حجازي.

محاولات غير مجدية

قال: "تعمّد الاحتلال إلحاق الخسائر بكثير من القطاعات الاقتصادية في القطاع، ومنها زراعة الزهور، فمزارعوها تلقوا ضربة قاسية بسبب توقف عملية التصدير"، لافتًا إلى وجود عدد من المحاولات الدولية لإنعاش هذا القطاع، ولكن أيًّا منها لم تجدِ نفعًا بسبب استمرار التعنّت الإسرائيلي.

وأضاف: "مع استمرار الخسائر التي تكبدها مزارعو الزهور في القطاع كان من محاولات إنعاش هذه الزراعة المنحة الهولندية، التي قدمت دعمًا لمزارعي الزهور بنصف تكلفة زراعة الدونم الواحد، وعملت على توفير الأشتال الغالية الثمن، إضافة إلى بعض الأسمدة والأدوية اللازمة لعملية الزارعة".

ووفقًا لحديث حجازي إن المزارعين لعشقهم زراعة الزهور لم يتوانوا عن العودة لزراعتها، مع الخسائر التي لحقت بهم وعدم وجود ضمانات للتصدير، لكن ما حدث أن لحقت بهم الخسائر من جديد، بسبب المنافسة الدولية، ووجود الزهور الفلسطينية في آخر قائمة الزهور التي يمكن شراؤها، بسبب عدم قدرة المزارعين على توفير الكميات المطلوبة كاملة وسريعًا.

وبين أنه لم تصدر أي زهرة قرنفل إلى الأسواق الأوروبية منذ خمس سنوات، ومع ذلك هو لا يزال يزرعها، ولكن بكميات بسيطة، على مساحة أصغر من السابق، فبعد أن كان يزرع القرنفل على امتداد 40 دونمًا ها هو اليوم يكتفي بدونم ونصف فقط تكفي احتياج السوق المحلية التي تستهلكها في الأفراح والمناسبات.