فلسطين أون لاين

​بسبب أزمة الكهرباء

مرضى الكلى تحت التهديد مجددًا

...
غزة - نسمة حمتو

تقضي إلهام حمش (53 عامًا) ما يزيد على خمس ساعات، لثلاث مرات في الأسبوع، عند آلة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، ورغم الصعوبات التي تواجهها في كل مرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي واضطرارها لإعادة عملية غسيل الكلى مرة أخرى إلا أنها لا تجد وسيلة أخرى تستطيع من خلالها تخفيف آلام الكلى التي تعاني منها منذ عدّة أعوام..

معاناة مرضى الكلى في قطاع غزة، قديمة متجددة، فانقطاع التيار الكهربائي يؤثر على أجهزة غسل الكلى، ما يعني أن حياة هؤلاء المرضى في خطر، ويزيد هذا الخطر في الأيام الحالية في ظل التحذيرات من توقف المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود، وقد بدأ ذلك بالفعل، بتوقف الخدمات الصحية بمستشفى بيت حانون شمال القطاع، أمس الاثنين.

تحييد المرضى

بالعودة إلى "حمش"، فهي ليست المريضة الوحيدة في قسم الكلى التي تعاني من أزمة التيار الكهربائي، شركاؤها في الألم يعانون الأمرّين لتأخرهم عن عملية غسيل الكلى بسبب الأعطال التي أصابت الأجهزة الخاصة بهم بفعل أزمة الكهرباء.

تقول حمش عن معاناتها لـ"فلسطين": "أوضاعنا الصحية تتدهور يومًا بعد آخر بسبب أزمة الكهرباء، نحن كمرضى كلى نحتاج إلى درجة حرارة معينة، ونقضي أغلب يومنا في الفراش، ولسنا قادرين على الحركة بسهولة".

وتضيف: "لا نعرف إلى متى تحت التهديد بالموت، فبالنسبة لمريض الكلى، غسلها يعني حياته، وعليه فإن توقف الأجهزة يعني الموت".

حمش وجهت رسالة للعالم بأكمله بضرورة تحييد المرضى عن كل ما يتعلق بالسياسة في قطاع غزة، فمعاناتهم من المرض لا تحتمل المزيد من الوجع.

الكلى وأمراضٌ أخرى

ولا يختلف الحال كثيرًا عند أسمهان السويركي (51 عامًا)، فهي أيضًا تعاني بشكل كبير إثر الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، فهي تحتاج إلى مدفئة بشكل دائم، ولكنها لا تستطيع تشغيلها إلا لأربع ساعات فقط، هي مدة وصل الكهرباء.

وتعاني "السويركي"، من أمراض السكري والضغط والتهابات في الصدر، إلى جانب الفشل الكلوي.

وتشير إلى أن توقف أجهزة غسيل الكلى سيؤدي إلى تدهور حالتها الصحية، لا سيما أنها لا تستطيع التأخر ولو ساعة واحدة عن موعد الغسيل.

وتقول: "أنا ومرضى الكلى نتمنى أن نتمتع بالكهرباء على مدار اليوم، فمن دونها نحن عرضة للموت في أي لحظة، مع العلم أن زوجي عاطل عن العمل".

وتضيف: "هذه ليست المعاناة الوحيدة، فأنا أدفع عشرة شواكل للوصول للمستشفى والعودة منها، ناهيك عن سعر الدواء، والغذاء المطلوب لمرضى الكلى الذين يفقدون دمهم بشكل دائم".

وتطالب "السويركي" بضرورة وجود إسعاف خاص لمرضى الكلى لنقلهم للمشفى في الظل المعاناة التي يعيشونها وعدم تمكنهم من دفع أجرة المواصلات.

على المحكّ

ويقول فوزي الشندغلي (51 عامًا): "مرضى الكلى يعانون بشكل دائم دون انقطاع الكهرباء، فكيف سيكون حالهم عند وجود أزمة كبيرة ستوقف المستشفيات عن العمل! لهذا فإن مريض الكلى يخاف في كل يوم من توقف أجهزة الغسيل".

ويضيف: "نحن نموت في اليوم مئة مرة في هذا البرد القاتل، إذ لا نستطيع تشغيل وسائل التدفئة كي نعيش براحة كباقي المرضى".

ويتابع: "إضافة إلى معاناتي مع مرض الكلى، أحتاج إلى جهاز خاص للتنفس، ومن دون كهرباء فلا فائدة لهذا الجهاز، والنتيجة أن الصحية تتدهور، وبتّ أشعر أن حياتي على المحك".

إنقاذ المرضى

حكيم قسم الكلى الصناعية أحمد أبو العطا، يؤكد أن الكهرباء ضرورية جدًا لمرضى الكلى، مشيرًا إلى تكدس أعداد مرضى غسيل الكلى، حيث يتم تقسيمهم على خمس فترات يوميًا، تبدأ من الساعة السادسة صباحًا وتنتهي الثالثة فجرًا.

ويوضح أن تأخير عملية غسيل الكلى عن المريض يؤدي إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بمضاعفات كالتجلط في الدم.

ويوضح: "يوجد في المستشفى جهاز توفير الطاقة في حال انقطاعها (ubs)، ويعمل لمدة ربع ساعة فقط بعد انقطاع التيار الكهربائي، وإذا استمر القطع نضطر لإزالة الدم المتجلط عن المريض ومن ثم إعادة علمية الغسيل مرة أخرى".

ويطالب أبو العطا الجهات المختصة والمؤسسات الحقوقية الداعمة للتدخل العاجل من أجل إنقاذ مرضى الكلى الذين تتوقف حياتهم على أجهزة الغسيل.