عد مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين علي هويدي، ما تتعرض له وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من حجب أموال الدعم، والتهديد بإنهاء عملها، بأنه عدوان خطير.
ورأى هويدي في حديث مع "فلسطين"، أن استهداف "أونروا" عدوان مكمل للعدوان الأول الذي بدأه رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وقال إن الأهداف التي يطمح لها الجانبان الأمريكي والإسرائيلي هي إنهاء القضية الفلسطينية، عبر نسف ركنيها الأساسيين (القدس واللاجئين)، مضيفا "بذلك يكتمل الحلم لتمرير ما يشاؤون من سياسات بسهولة".
هدف سياسي
ونبه هويدي، إلى أن إنهاء وتصفية "أونروا"، لا يخرج عن كونه هدفا سياسيا، يتطابق مع رؤية "ترامب" ضمن ما يعرف بـ"صفقة القرن"، التي يراد عبرها إنهاء القضية الفلسطينية تدريجيًا، والتي أحد مكوناتها الأساسية قضية اللاجئين وتمثلها الأونروا.
وإلى جانب ذلك، فإنها رغبات وطموحات إسرائيلية أمريكية بإنهاء عمل "الأونروا" تتعلق بتفريغ القرار الأممي 194 الذي أكد تصفية حق العودة من مضمونه، وبعثرة اللاجئين الفلسطينيين وتوزيعهم في مختلف دول العالم، ونقل صلاحية أونروا لمؤسسة أخرى.
و حذر هويدي من إمكانية القبول بنقل خدمات الأونروا لأي من المؤسسات الأهلية أو الدولية أو حتى لدول عربية أو السلطة الفلسطينية، معتبرا ذلك واحدا من الخيارات العملية لتصفية الوكالة الأممية وإنهاء قضية اللاجئين.
وشدد على أن الجهود العربية والدولية لا بد وأن تخرج عن حالة الصمت، والالتزام بدفع المستحقات المالية لميزانية الأونروا لضمان استمرار عملها، بناء على الاتفاق المبرم بينهما.
حملات دبلوماسية
ووفقا لهويدي فإن سلطات الاحتلال عممت على سفاراتها في دول العالم المؤثرة، للقيام بحملات دبلوماسية شرسة لنقل سفارتهم للقدس، ودفعها لعدم الالتزام بالاستحقاقات المالية للأونروا "لشل عمل الأخير".
وأكد أن الاحتلال يرى في الأونروا منظومة حامية لحقوق اللاجئين وضامنة لحق عودتهم ما يجعلها في دائرة الاستهداف، موضحا أن الاحتلال ينظر كذلك للاجئين حول فلسطين بأنهم ثقل ديمغرافي خطير لا بد من تشتيته بإنهاء الأونروا.
ودعا هويدي، لمواجهة حملات الاحتلال بدبلوماسية عربية إسلامية ودولية من الدول الصديقة للشعب الفلسطيني ترتكز إلى التأكيد أن القدس محتلة وهي حق للفلسطينيين وعاصمة لهم، والحث على الاستمرار في دعم أونروا حتى تطبيق قرار حق العودة.
ورأى أن الحراك الذي بدأته الوكالة الأممية بملف توفير ميزانيتها "غير كاف، ولا يغطي الاحتياجات المطلوبة، وفي حال لم يتم استدراك الأمر فتصطدم الأونروا بالجدار".
وذكر أن لقاء جمعه بشخصيات أخرى مع مدير الأونروا في لبنان، قال الأخير فيه إن الوكالة ستتراجع عن خطة التقشف التي أعلنتها بفعل دفع بعض الدول لالتزاماتها المالية، وهو ما يعطي مؤشرا ارتباطيا بوجود الأموال وعدم وقوع الأزمة والعكس، وفق قوله.
وطالب هويدي الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارها أوجدت دولة الاحتلال على أرض فلسطين، واعترفت بها وفقاً للقرار 181 على حساب الشعب الفلسطيني، وتسببت حينها بتشريد 935 ألف لاجئ باتوا يعدون اليوم بالملايين.
مخاطر محدقة
وأضاف هويدي: "المطلوب الآن مزيد من التوعية والتعريف من قبلنا نحن الفلسطينيين للعالم العربي والإسلامي والدولي بالمخاطر المحدقة التي ستحدث في حال جرى تصفية وإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين".
وأوضح أن الأونروا وعلى قلة ما تقدمه إلا أنها تخفف الكثير من الأوضاع الاقتصادية عن كاهل الشعب الفلسطيني اللاجئ، ومن شأن تصفيتها أن يجعل المنطقة كلها في وضع أمني غير مستقر وانعكاس ذلك على اللاجئين أنفسهم والدول المضيفة والمجتمع الدولي في آن واحد.
وطالب هويدي، بضرورة تعزيز دور الانتفاضة، والوصول لحالة من العصيان المدني الذي من شأنه أن يجبر الاحتلال على الانسحاب دون شروط، ويعيد خلط الأوراق على مستوى استهداف القدس واللاجئين .