قائمة الموقع

إطعام الطفل بالإكراه.. سمنةٌ أو فقدان شهية

2018-01-29T07:06:57+02:00

إجبار الأطفال على تناول الطعام حلٌ قد تلجأ له الأم لتطمئن أن الطفل قد حصل على حاجته من الطعام، دون وعي منها بالأثر السلبي لهذا التصرف على الطفل، فرغم حاجة الطفل في بداية حياته إلى أطعمة تسهم في بناء جسمه بشكل كامل وصحيح، إلا أن الإكثار منها مضر، خاصة إذا رافقه الإجبار، إذ تتوسع المعدة ويعتاد الصغير على تناول كميات كبيرة من الطعام ينتج عنها إصابته بالسمنة وما يتبعها من أمراض، وربما يحصل العكس، فيفقد الطفل شهيته..

التربية الغذائية

طبيب الأسرة الدكتور بسام أبو ناصر قال: "معظم الآباء والأمهات يقعون في الكثير من الأخطاء التربوية فيما يتعلق بأسلوب التربية الغذائية السليمة للابن، بسبب جهلهم بمراحل التربية الغذائية".

وأضاف لـ"فلسطين": "يتم تحديد أسلوب التغذية السليمة بناء على عمر الطفل، وما بين عمري ثمانية شهور وحتى السنة ونصف تقريبا يكون للأهل دور أساسي في تعليمه أسلوب التغذية الصحيح".

وتابع: "الطفل في هذه المرحلة يتذوق ما يُعطى له ويتقبله بناء على أسلوب الإعطاء المباشر والتعويد، وإطعامه في هذه السن يكون سهلاً ويتم دون مقاومة منه، وهنا يجب ألا يغفل الأهل نقطة أساسية وعلمية مهمة جدا، وهي التدريج والتنويع في تقديم الأغذية للطفل".

أما الطفل من عمر سنتين وحتى ثلاث سنوات، فيبدأ باسترجاع وفهم تناوله قبل ذلك، وغالباً لا يرفض ما يُقدّم له، بحسب أبو ناصر.

وأكد أنه في حال تم إجبار الطفل في هذه المرحلة العمرية الثانية على تناول طعام أو شراب لم يتناوله من قبل، فإن ذلك سيسبب آثارًا سلبية على صحته.

وأوضح أن أسلوب الإجبار على تناول الطعام، عبر الترهيب أو التعنيف اللفظي أو الجسدي، غالبا ما يقابله رد فعل من الطفل يتمثل بالتمرد، الذي قد يصل إلى حد كره الطعام، وفقدان الشهية، مما يترتب عليه مشاكل صحية لاحقا، بخلاف المشاكل النفسية.

وشدد أبو ناصر على ضرورة أن يكون تناول الطعام أساسه دائماً إشعار الطفل بلذته، وهذا يحتاج لقناعة من الأهل تامة بأن إطعام الطفل لا يهدف لزيادة وزنه، بل إكسابه المناعة والقوة البدنية والعقلية.

وحذر من إجبار الأطفال على تناول مقدار من الطعام يزيد عن حاجته، أو تعويده على عدد وجبات يوميا يزيد عن الحد الطبيعي، إذ يؤدي ذلك للسمنة التي من شأنها أن تسبب للطفل العديد من الأمراض، وعلى رأسها أمراض القلب.

ونصح أبو ناصر الآباء والأمهات بتعلم أساليب تقديم الطعام للأطفال، ومن ذلك أن تكون الطريقة ممتعة وجماعية مع الأسرة كلها، مع تقديم الوجبة بشكل يُقبل عليه الطفل وليس بشكل عشوائي وغير جميل، داعياً إياهم لتوجيه أبنائهم نحو الامتناع عن تناول الوجبات السريعة، وأن يتناولوا طعامهم داخل المنزل قبل الخروج منه حتى لا يضطروا لشراء أطعمة غير صحية من الخارج.

اخبار ذات صلة