فلسطين أون لاين

​العبادات القولية.. كنزٌ بلا شروط

...
غزة - صفاء عاشور

تختلف أنواع العبادات التي يؤديها المسلمون، فهناك العبادات الفعلية، والعبادات الفعلية والقولية، والعبادات القولية، والنوع الأخير يتميز بسهولته والقدرة على ممارسته في أي مكان وزمان، ما يعني أنه فرصة ينبغي اقتناصها لكسب الحسنات، ومن أمثلة العبادات القولية: الدعاء، والذكر، وترديد الأذكار على مدار اليوم، كأذكار الصباح والمساء، وكذلك الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل وغيرها..

وعن هذه العبادات يحدّثنا أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية الدكتور ماهر السوسي..

بحضور القلب

قال السوسي: إن "(العبادات القولية) مصطلحٌ فقهي تحدث عنه الفقهاء عند تقسيم أنواع العبادات، فهناك عبادات فعلية وقولية معاً كالصلاة، وعبادات فعلية فقط مثل الزكاة، وعبادات قولية فقط كالأذكار".

وأضاف لـ"فلسطين": "ليس المقصود بالعبادات القولية تحريك اللسان فقط، بل تحريك اللسان مع حضور القلب وتدبر معنى ما يقوله المسلم، حيث يجب أن يكون قلبه حاضراً وأن يستحضر ذنوبه ويرجو الله أن يغفرها له"، متابعا: "أي أن اللسان هو أداة العبادة مع كون القلب حاضراً أثناء الذكر".

وأوضح السوسي أن العبادات القولية تمتاز بميزة خاصة عن غيرها من العبادات الفعلية، فالعبادات الفعلية ترتبط بمكان ووقت محددين، كالصلاة والصيام، أما العبادات القولية فيمكن للمسلم القيام بها في أي وقت وفي أي مكان وعلى أي حال، إذ يستطيع ترديدها في القيام والجلوس وأثناء ركوب السيارة أو في العمل وغير ذلك من الأماكن والأزمنة، كما أنه لا يشترط في العبادات القولية الطهارة مثل بعض العبادات الفعلية".

ووصف العبادات القولية بأنها "فرصة لكل إنسان ليعبد الله في كل وقت، وهي عبادة الأوقات والأحوال والأماكن كلها".

ولفت إلى أن العبادات اللسانية ورد في فضلها الكثير من الأحاديث والنصوص، ومنها فضل الأذكار في الصباح والمساء والنصوص الشرعية التي تفصّل فضائل هذه العبادات.

وبين أن العبادات القولية معروفة للناس، لكن منهم من يغفل عن ممارستها وترديدها بشكل مستمر، ويتراخى عن أدائها رغم بساطتها وسهولتها وعدم حاجتها لشروط خاصة.

وقال السوسي إن نشر هذه العبادات بين الناس وحثّهم على أدائها يتم عبر أدوات كثيرة، وعلى رأسها خطب الجمعة والمواعظ والدروس التي تُلقى في المساجد، وعبر مناهج التعليم في المدارس والجامعات، دون إغفال دور وسائل الإعلام في الترويج للعبادات ونشرها بمختلف الصور والأوجه، مشيرا إلى أن بعض وسائل الإعلام تذيع أذكار الصباح والمساء، وهي فرصة كبيرة للتعرف على هذه العبادات وحفظها.