أعلنت "الأكاديمية الإسرائيلية للأمن ومكافحة الإرهاب" المعروفة بـ"كاليبر 3" عن تشكيل "مخيم تدريبي" للسياح والزوار لما أسماه "محاكاة عملية طعن في أحد أسواق القدس المحتلة إضافة إلى قنص فلسطينيين"، وذلك مقابل مبالغ مالية.
وتقدم الأكاديمية للسياح الأجانب عروضاً مختلفة وخيارات متنوعة يمكن للزوار الدفع مقابل كل تجربة، منها محاكاة السائح لـ"عملية استشهادية" في أحد أسواق القدس تعقبها عملية طعن، كما أن هنالك "عرضًا حيًّا" تستخدم فيه كلاب شرسة إضافة إلى مسابقة في القنص، "يتعلم فيها الزوار كيفية قتل الفلسطينيين من مسافات بعيدة".
وحسب الأكاديمية يبدأ سعر مجموعة العروض الأساسية من 115 دولارًا أمريكيًّا للكبار و85 دولارًا أمريكيًا للأطفال والذين يحصلون على خصومات في حال قتلهم فلسطينيين.
ونشر حساب "كاليبر 3" منشورًا عبر منصة "فيسبوك" وعاود حذفه لاحقاً قال فيه: "أخيرا نستطيع إخباركم، كان جيري ساينفيلد المذهل هو وعائلته في كاليبر 3 ضمن زيارة له إلى (إسرائيل) ، حيث أتوا ليتدربوا على إطلاق النار وسط عروض قتالية، وعروض قتال مباشر، وعروض للكلاب الشرسة وأجواء تملؤها روح الصهيونية، كان ذلك رائعاً"!
و"جيري ساينفيلد" هو كوميدي أمريكي اصطحب أبناءه إلى "مخيمٍ" للسياح يدرّب زواره على تكتيكات لقتل الفلسطينيين الذين يشيرون إليهم باسم "إرهابيين"، وذلك خلال زياراته لـ(إسرائيل) بمطلع الشهر الجاري يناير/كانون الثاني 2018.
وفي موضع تعليقها على ذلك، قالت الباحثة بالمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إيناس زايد: إن "قيام الاحتلال بإنشاء مخيم ترفيهي يتم استخدام وسائل قتالية فيه موجهة لصور فلسطينيين أو دمى تمثل مدنيين فلسطينيين يشكل تحريضا إجراميا على قتل الفلسطينيين".
وأضافت زايد لصحيفة "فلسطين"، أن دعوة الجمهور بشكل مباشر أو غير مباشر للقيام بفعل ضد أفراد أو مجموعات محددة باستخدام إحدى طرق العلانية ولو بشكل غير مباشر يعتبر انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وأوضحت أن موقف القانون الدولي واضح من تجريم فعل التحريض والدعوة إلى الكراهية، إذ نصت المادة (20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية أنه يحظر تنفيذ أي دعاية للحرب وتمنع كذلك كلّ أشكال التمييز العنصري.
وأكدت زايد أن المخيم الإسرائيلي الذي يدرب السياح على قتل الفلسطينيين يضم أعمالًا غير إنسانية بالمطلق وفيه إهانة صارخة لكرامة المواطن الفلسطيني المكفولة ضمن كافة المواثيق الدولية، الأمر الذي يستوجب وقف كافة هذه الممارسات على الفور قبل الانتقال إلى موضع المحاسبة.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سبق وأن أنشأ خلال السنوات القليلة الماضية مجموعة من المخيمات العسكرية التي تقوم بمحاكاة خيالية للتظاهر بقتل "الإرهابيين"، وفق ما يتم الترويج له، ليتم النظر إلى العرب الفلسطينيين بشكل مشبوه.