فلسطين أون لاين

​صلاة الفجر.. عنوان أهالي الـ(48) لنصرة المسجد الأقصى

...
أم الفحم- غزة/ أدهم الشريف

اعتاد سميح اغبارية من سكان مدينة أم الفحم داخل الأراضي المحتلة سنة (48) الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فجر كل يوم جمعة.

يعد هذا الأمر ضرورة ملحة لا غنى عنها، لنصرة المسجد الأقصى والقدس وأهلها.

ويبين اغبارية لـ"فلسطين" أنه يحرص منذ أكثر من ستة أعوام على صلاة الفجر في المسجد المبارك، ولم يضيع صلاة واحدة.

ينطلق اغبارية (62 عامًا) وعشرات الفلسطينيين، على متن حافلتين أو أكثر، الساعة الثانية فجرًا من أم الفحم، حتى مدينة القدس المحتلة، حيث المسجد المبارك الذي تشدد قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الأمنية حوله.

هذا من أم الفحم وحدها، فضلًا عن مدن أخرى محتلة يخرج منها عدد كبير للصلاة في الأقصى.

يقول اغبارية: "عدد الحافلات في شهر رمضان من كل عام يصل إلى عشرة أو أكثر، على متن كل واحدة منها 50 راكبًا".

حتى في أعياد المسلمين لم يتأخر هؤلاء عن تأدية صلاة الفجر في الأقصى.

وتختلف أعمار المشاركين في قوافل صلاة الفجر، فمنهم الأطفال والفتية والشبان والرجال والشيوخ من كلا الجنسين، على وفق إفادة اغبارية.

ويضيف: "إننا نحاول نصرة المسجد الأقصى بالحرص على صلاة الفجر فيه، كما أننا نحافظ عليه".

ويتابع: "لا أحد ينصر الأقصى إلا أهله، والصلاة فيه تثبت حقنا _المسلمين_ فيه، أنه لنا، وليس كما تقول الروايات الإسرائيلية".

ويرى اغبارية أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 كانون الثاني (ديسمبر) 2017م، أن القدس المحتلة عاصمة للكيان العبري؛ لن يغير شيئًا على الأرض.

ويبدو أن روح اغبارية تتعلق بالأقصى، حتى إنه بعد أدائه عمرة شهر رمضان قبل بضعة أعوام عاد مباشرة إلى المسجد المبارك قبل أي شيء.

يقول: "إننا نلقى ترحيبًا كبيرًا من أهل مدينة القدس والمرابطين في الأقصى، لقد باتوا يعرفوننا واحدًا واحدًا، وأصبحنا أكثر من إخوة".

أما علي أبو حسين _وهو من سكان مدينة أم الفحم أيضًا_ فكان حريصًا بشدة على الصلاة أمام بوابات المسجد الأقصى، حين أغلقت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو المسجد في تموز (يوليو) عام 2017م، وحاولت بقواتها فرض واقع "البوابات الإلكترونية".

يبين أبو حسين لصحيفة "فلسطين" أنه أصر على الصلاة في الأقصى آنذاك، رفضًا لفكرة البوابات.

ويقول: "إن الوافدين للصلاة في الأقصى تتعرض لهم بالمضايقات والانتهاكات قوات جيش الاحتلال، المنتشرة بكثرة حول المسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس المحتلة".

"غير أن هذا لن يمنعنا من نصرة الأقصى، والتضامن مع سكان القدس في مواجهة الاحتلال" يضيف أبو حسين.

ويشارك الرجل البالغ (67) عامًا في قوافل صلاة الفجر بالمسجد المبارك، منذ قرابة سبعة أعوام مضت، ويؤكد أنه سيستمر فيها.

يقول: "إن المواظبة على الصلاة في الأقصى تثبت حقنا المسلمين فيه، وتدحض كل الروايات الإسرائيلية بشأن القدس والأقصى".

ويريد الاحتلال بناء ما يسمى "هيكل سليمان" على أنقاض الأقصى، الذي حفر أسفله سلسلة أنفاق متشابكة بأعماق ومساحات مختلفة.

ويشير أبو حسين _وهو أسير محرر من سجون الاحتلال_ إلى أن قوات الاحتلال تكثف من انتهاكاتها بحق المصلين في الأقصى، وتقوم بعمليات استفزاز وسحب للهويات.

لكنها في مقابل ذلك تقدم حماية أمنية مشددة لقطعان المستوطنين في أثناء اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك.

ويتعهد هذا الرجل بمواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى والصلاة فيه، مهما كانت إجراءات الاحتلال تتسم بالقساوة ضد هؤلاء.

ويقول: "إن هذا حال أهالي الـ48، وحال أهالي القدس أيضًا".

ويذكر أبو حسين جيدًا كيف اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى في أثناء وجوده فيه فجرًا قبل بضع سنوات، وحاصرت المصلين بداخله أكثر من 30 ساعة متواصلة، وأطلقت نيران أسلحتها صوبهم منتهكة حرمة المسجد والمصلين فيه.

وكان لفلسطينيي الـ48 دور كبير على مر سنوات احتلال القدس المحتلة منذ حزيران (يونيو) عام 1967م دور مهم في دعم ونصرة المسجد الأقصى، وتعرف الحركة الإسلامية بدورها البارز في الدفاع عنه أمام انتهاكات الاحتلال.

غير أن الاحتلال حظر الحركة واعتقل رئيسها الشيخ رائد صلاح، وزج به في سجونه، وهو معروف بتحديه الشديد لحكومة الاحتلال، وتصديه لكل انتهاكاتها وإجراءاتها بحق القدس والأقصى.