فلسطين أون لاين

​حنا عيسى: فلسطينيو الـ(48) الخط الأهم في الدفاع عن القدس

...
غزة- هدى الدلو

عد رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية د. د. حنا عيسى فلسطينيي الـ48 الخط الأهم في الدفاع عن القدس المحتلة.

وقال عيسى لـ"فلسطين": "في ظل عدم قدرة أهل الضفة الغربية وقطاع غزة على الوصول إلى القدس بسبب إجراءات الاحتلال بعزل المدينة بالجدار العنصري؛ يُفرض على فلسطينيي 48 دورًا هامًّا في نصرة القدس والدفاع عن الأقصى".

وبين أنهم يتصدرون الخط الأهم في الدفاع عن القدس، ويتجلى دورهم في ذلك قانونيًّا بفضل القوى الوطنية والإسلامية، فهم يتعاملون على أن القدس عاصمة لدولة فلسطين، مع أنهم يعيشون تحت حكم الاحتلال، فموقفهم نحو القدس كموقف الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده.

وذكر عيسى أن وجود نواب فلسطينيين في "الكنيست" الإسرائيلي يتيح لهم الفرصة في الدفاع قانونيًّا عن القدس، إذ يرفضون القرارات والقوانين جملة وتفصيلًا ويصوتون ضدها، فضلًا عن أن الكيان العبري يتعامل مع الفلسطينيين بسياسة الفصل العنصري (الأبارتهايد).

قانونية الدفاع

وتابع حديثه: "القدس لها بعد تاريخي وحضاري ووجودي للشعب العربي والفلسطيني، ومن ناحية قانونية القدس أبدية، كما تسمى في العصر الكنعاني "أورسالم"، وفي اليبوسي "يبوس"، وتسمى في العصر الفرعوني "أورشاليم"، وتسمى في العصر اليوناني "هيروسليما"، وبالروماني "كاپيتولينيّا"، وفي الإسلامي بيت المقدس".

وأشار إلى أن القدس ظهرت على الوجود قبل 4500 سنة قبل الميلاد أي في العصر النحاسي الحجري قريةً، وفي العصر البرونزي قبل 3000 سنة قبل الميلاد مدينةً، مضيفًا: "وهي مهبط الديانات السماوية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية، فالقدس لها ارتباط وثيق وكامل متكامل بالحضارة العربية الإسلامية، ولهذا السبب عندما جاء اليهود إلى فلسطين كانوا جزءًا لا يتجزأ من الفلسطينيين، ومنهم من كان في القبائل الكنعانية وعاشوا كما الفلسطينيين والأكراد وغيرهم، فنحن الفلسطينيين أصحاب هذه المدينة عبر التاريخ".

وأكمل د. حنا حديثه: "القدس مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالفلسطينيين منذ العصور الغابرة حتى يومنا هذا، فالوضع القانوني لمدينة القدس بدأ الحديث به في قرار (181) عندما وضعت القدس تحت وضع دولي خاص، ومنذ ذلك الوقت الجميع يعترف بعروبة المدينة ولا يوجد شيء لليهود فيها".

ولفت إلى أنه لهذا السبب هناك قرارات للشرعية الدولية و(يونسكو) والجمعية العمومية وقرارات 195 دولة تعترف بالقدس عاصمة للفلسطينيين، متابعًا: "لهذا السبب نرى أن الدفاع عن القدس هو دفاع عن الشرف والعقيدة والوجود، والدفاع عن الكينونة والحضارة، وليس فقط لأن الدول قانونيًّا أكدت أنها فلسطينية عبر التاريخ، ولا أحد ينكر ذلك على الإطلاق، حتى كل الحملات التي جاءت إلى فلسطين".

وأضاف: "لهذا السبب أرى أن تمسكنا يجب أن يبقى، وأن القدس عربية، وهي للفلسطينيين وحدهم دون غيرهم، ومن هذه النقطة يمكن الانطلاق في الدفاع عن القدس والمقدسات، فتعدت قرارات مجلس الأمن في هذا الشأن 14 قرارًا، والجمعية العمومية 100 قرار، و(يونسكو) 50 قرارًا، فكل القرارات تؤكد عروبة المدينة وأهميتها، لذا على الصعيد السياسي والقانوني يجب أن نبقى كما كنا في الدفاع عن الأرض، وذلك على وفق القوانين الدولية التي تدعم وتؤكد ذلك".

وذكر أنه لا يوجد جهات معينة مخولة الدفاع عن القدس وأهلها، فالعرب والمسلمون مسؤولون إلى جانب دور الفلسطينيين، والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، متابعًا: "فما ورد في القرآن الكريم والإنجيل يؤكد عروبة وفلسطينية المدينة، وكذلك الجهات الدولية جميعها مسؤولة، فالأمم المتحدة المسؤول المباشر عن ذلك، فقبل ذلك كانت عصبة الأمم التي جاءت بلجنة بعد حادثة ثورة البراق عام 1929م، وبعد عام من الثورة أكدت أن المنطقة جميعها تعود للعرب والمسلمين دون سواهم، فكل المنظمات الدولية يجب أن تؤكد ذلك".

وأكد أن القدس لا تريد أقوالًا بل بحاجة إلى أفعال؛ فالشجب والإدانة والاستنكار لا تكفي، في ظل تهويد الاحتلال مساحة 95% من مساحة القدس البالغة 125.156 كيلو متر مربع، فالجزء الغربي من القدس مساحته 84%، أما الشرقي فيبلغ 16%، وكيان الاحتلال لن يبقي شيئًا؛ فهو يهجر المواطنين من القدس ليحولها إلى الطابع اليهودي.

وهنا يطرح سؤالًا: "ماذا تريد القدس؟، هل تريد شعارات وأن نبكي فقط؟!"، معقبًا: "هي تريد أن نثبت الأبناء في بلدهم وقدسهم ونحافظ على الوجود والأماكن الدينية".

وشدد على أن العملية التوعوية والوطنية مطلوبة إلى جانب الحفاظ على الخرائط والأماكن، والحفاظ على المساجد والكنائس والطابع العربي والإسلامي، والحفاظ على الوجود المقدسي.

وختم: "هناك الكثير مما يجب فعله والقيام به، فدولة المغرب تواصلت من أجل العمل على تطوير المناهج الدراسية عن القدس وأوضاعها في الجامعات المغربية، لذلك يجب خلق وعي وطني في أذهان الفلسطينيين بفئاتهم شتى".