يُمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسة ممُنهجة ضد فلسطينيي الداخل المحتل، الذين يدافعون عن مدينة القدس، في وجه الانتهاكات التي يرتكبها بحقها، ويقفون حصنًا منيعًا أمامه، عقب الاعتراف الأمريكي بأنها عاصمة للكيان العبري.
ومن الواضح أن الاحتلال يحاول تقطيع أواصر ترابط فلسطينيي الداخل مع قضية القدس، بإقرار سلسلة من الممارسات الإجرامية والتعسفية الرامية إلى وقف كل تحركاتهم وفعالياتهم المُناصرة لقضية القدس، في ظل الهجمة الشرسة التي تشن عليها في المدة الأخيرة.
وتتلخص أبرز سياسات الاحتلال ضد سكان الداخل المُحتل بالتهديد بالحبس، وشن حملات الاعتقال ضد المشاركين في الفعاليات، إضافة إلى عرقلة وصول الحافلات التي تقل مواطنين في طريقهم إلى الصلاة في الأقصى، بوضع الحواجز في الطرق وتفتيشهم.
لا استسلام
مع كل هذه الممارسات يأبى الداخل المحتل الرضوخ لهذه الممارسات والإجراءات، ويواصل فعالياته المُناصرة للأقصى والمدينة المقدسة، بمواصلة التوجه إلى الصلاة فيه، وإقامة الفعاليات الاحتجاجية على سياسات الاحتلال.
يبين عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد في الداخل المحتل رجا إغبارية أن الاحتلال يلجأ إلى إصدار الأوامر العسكرية والإدارية والاعتقالات بحق قيادات وناشطين، عند أي نشاطات أو فعاليات تتعلق بالقدس.
ويقول إغبارية لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال لا يوفر أي وسيلة ضد فلسطينيي الداخل، في محاولة منه لمنع إقامة فعاليات للقدس، وتقطيع أواصر الترابط مع المدينة المقدسة".
ويستدرك: "مع كل هذه الإجراءات إن الفلسطينيين لا يستسلمون، ويواصلون التواصل مع أهلنا في القدس، ويؤدون الصلاة في المسجد الأقصى كل جمعة".
ويشدد على "تمسكه وإصراره على الوجود في الأقصى دائمًا، والتواصل مع المقدسيين، للدفاع عنه وصد كل محاولات الاحتلال الرامية إلى تهويده"، مشيرًا إلى وجود منظمات في القدس، مهمتها التنسيق مع فلسطينيي الداخل باستمرار لتنفيذ الفعاليات المناصرة للأقصى.
ويضيف: "لن نتراجع عن الدفاع عن الأقصى والتلاحم مع أبناء شعبنا في القدس، مهما اتخذ الاحتلال من إجراءات قمعية ضدنا، بل سنستمر في كسر كل حواجز شرطة الاحتلال وقوانينها العسكرية للوصول إلى المدينة المقدسة".
ممارسات إجرامية
من جانبه عد النائب الفلسطيني السابق في الكنيست الإسرائيلي د. عبد الله أبو معروف محاولات الاحتلال، الرامية إلى منع وصول أهالي الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى؛ "ممارسات إجرامية وفاشية".
وأكد أبو معروف في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوانى في ممارسة مزيد من الضغوط على فلسطينيي الداخل بقرارات "عنصرية"، تحت حجج واهية، تتعلق بالإخلال بالأمن العام.
وبيّن أن هدف الاحتلال من ممارسة المضايقات هو ردع الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل عن الوصول إلى القدس، مشددًا على أنه "لن يستطيع تحقيق ذلك، لأن القدس تمثل الوجود الديني والتاريخي والعربي لكل المسلمين".
وذكر أن ممارسات الاحتلال تتمثل في وضع حواجز أمام سكان الداخل المحتل خلال طريقهم إلى القدس، وعمليات التفتيش لهم، إضافة إلى حملات الاعتقالات ومنع المرابطين من الوصول إلى الأقصى.
في الأثناء شدد أبو معروف على أن هذه الإجراءات "لن تشكل رادعًا أمام فلسطينيي الداخل، ولن تعيقهم من الوصول إلى المسجد الأقصى والتضامن معه"، مستدلًّا على ذلك حينما أقدم الاحتلال على وضع البوابات الإلكترونية، ومشاركة أبناء الداخل المحتل مع المقدسيين في مواجهته.
وأكد رفضه المُطلق لهذه الإجراءات ضد سكان الداخل المحتل، منبّهًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى ردعهم وبث الخوف والترهيب، بسلسلة من المضايقات.
فرض الأمر الواقع
ولا يختلف اثنان في أن الاحتلال يسعى على مدار السنوات الطويلة الماضية إلى تنفيذ مخططات إجرامية ضد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، بالتقسيم الزماني والمكاني له، ومواصلة الحفريات أسفله.
ويرى أبو معروف أن الاحتلال يريد فرض سياسة الأمر الواقع، وجس نبض الفلسطينيين بهذه السياسات لمعرفة ردة فعلهم، في القدس أو الضفة أو الداخل المحتل.
وشدد عضو الكنيست الفلسطيني السابق على أن "الشعب الفلسطيني لا يأبه لكل هذه الممارسات، وسيواصل الدفاع عن الأقصى بكل ما أوتي من قوة ووسائل نضالية".