فلسطين أون لاين

​الإحسان للأخت.. بوابةٌ للجنة

...
غزة - صفاء عاشور

لم يغفل الدين الإسلامي أي حق من حقوق العباد، رجالًا ونساء، ولكنه خصّ النساء وأكد على حقوقهن في كثير من الآيات والأحاديث التي علا فيها من شأن المرأة، سواء كانت أما أو بنتاً أو زوجة أو أختا..

ورغم الاهتمام الكبير الذي أولاه الإسلام للمرأة، إلا أننا نجد من الرجال المسلمين من ينسون، أو يتناسون حقوق النساء عليهم، ومن ذلك دورهم تجاه أخواتهم.. عن الأخت في الإسلام نتحدث في السطور التالية:

صلةٌ للرحم

أستاذ أصول الفقه الإسلامي في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، الاستاذ الدكتور ماهر الحولي قال: إن "الإحسان للأخت مذكور في الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن صلة الأرحام والمعاملة الحسنة للمرأة".

وفي حديثه لـ"فلسطين"، ذكر بعض هذه الأحاديث، فقد ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قوله: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، وقوله في حديث آخر: "مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَ أَخَوَاتٍ حَتَّى يَمُتْنَ، أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى".

وأوضح د.الحولي أن هذه الأحاديث كانت تشجع الصحابة على الاهتمام بأخواتهن والدفاع عنهن وصيانة حقوقهن.

ومن الأمثلة على الإحسان للأخت من حياة الصحابة، ذلك الصحابي الذي زوّج أختا له، فطلقها زوجها، وحتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها ثانية، فرفض الصحابي رغم حسن أخلاق زوجها ورغبة أخته بالعودة له، فخوفه على مصلحتها منعه من السماح لها بالعودة له، حتى نزل قول الله تعالى: "وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ"، فوافق بعدها الصحابي على عودة أخته لزوجها.

وأشار الحولي إلى أن الحديث عن الإحسان إلى الأخت له أوجه متعددة، ويأتي في إطار صلة الأرحام، حيث إن الأخت تندرج تحت صلة الرحم، والآيات القرآنية أكدت في هذا الأمر، كما في قوله عزّ وجلّ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".

ولفت إلى أن الإسلام دعا للدفاع عن الأخت وصيانة حقوقها، ومن هذه الحقوق أن يسمح لها بالزواج، وإذا رجعت إليه مطلقة فيكرمها، ولا يجبرها على الرجوع إلى زوجها إلا برضاها، مع نصحها بالقيام على شؤون زوجها.

وبين د.الحولي أن الاسلام اعتنى بالأخت، وأمر بعدم مقاطعتها، لأن قاطع الرحم ملعون في كتاب الله عز وجل، كما أن قاطع الرحم يُعدّ من الفاسقين والخاسرين وتُعجل له العقوبة في الدنيا، عدا عن عذاب الآخرة.

وقال: "الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة كلها تدعو إلى تقوية العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري، وللروابط الأسرية مقام عظيم في الإسلام الذي خصص عناية كبيرة جداً للمرأة في كل الحالات، سواء كانت أختا أو أما أو زوجة أو ابنة".