فلسطين أون لاين

​أسئلةٌ خمسة اطرحها على نفسك لحل المشكلات

...
غزة - مريم الشوبكي

حينما تواجهك مشكلة، لا تغوص في آثارها السلبية عليك، بل اجعل جل تركيزك على سؤال: " لماذا حدثت المشكلة؟!"، وإن وصلت إلى أسبابها، ابحث عن آثارها، والحلول التي تؤدي إلى التخلص منها؟، بعد أن تكون قد جمعت معلومات دقيقة عنها.

الاستقصاء عن جذور المشكلة، يتطلب وعيًا كافيا، وحكمة ومهارة من قبل من وقع فيها، حتى يصل إلى الكيفية الأفضل لاستئصالها تماما، دون الاكتفاء بحل القشور الظاهرية، بل، حتى لا تتكرر وتتفاقم عند التعامل معها مرة ثانية.. في السطور التالية خمسة أسئلة يمكن أن تطرحها على نفسك لمواجهة أي مشكلة تقع فيها:

5 أسئلة

قال المختص في تنمية الموارد البشرية وبناء المؤسسات الدكتور سامي أبو الروس إن حل المشكلات يتطلب المرور بعدة خطوات، هي تحديد المشكلة وماهيتها، وفي نفس الوقت تحديد أسبابها وآثارها لاحتوائها وعدم امتدادها، وهذا يتطلب جمع المعلومات وإجراء تشخيص دقيق للمشكلة، تماما كما يفعل الطبيب حينما يشخص حالة المريض.

وأضاف لـ"فلسطين" أن الخطوة التالية تكون بتحديد البدائل الموجودة، أي الحلول، ومن ثم يتم البدء بتقييم هذه الحلول، والمقارنة بينها، واختيار أفضلها، فليست كل الحلول تعطي نفس النتيجة، متابعا: "ونضع مجموع من المعايير، وبعد التقييم تظهر النتائج، حينها نحدد أفضل النتائج ليقع الاخيار عليه، ونضع خطة لتطبيقه حتى يتم حل المشكلات".

وأشار إلى أن كل شخص يواجه مشكلة عليه أن يسأل نفسه خمس أسئلة، وهي: "ماهي المشكلة؟، وما هي البدائل كحل لها؟، وما تقييم هذه البدائل؟، أي البدائل أفضل؟، وما هي آليات تطبيق هذا الحل؟".

وأوضح: "استئصال الجذور الحقيقية للمشكلة، يقي من عدم تكرارها في المستقبل، ويساعد على احتواء آثارها، بينما القرار القائم على أساس خاطئ تكون نتائجه وخيمة على صاحب المشكلة".

خبرات وتدريب

وبحسب أبو الروس، فإن المشكلة وأسبابها، أمران يجب أن يقوم بهما الشخص بشكل تلقائي في حياته، والأفضل أن يتم ذلك بشكل مدروس ومخطط له، حتى الوصول لأفضل ما يمكن في المستقبل.

ونبه إلى أنه عند مواجهة أي مشكلة، فالمهم هو كيفية الانتقال من حالة إلى حالة أخرى أفضل، فيه، بغض النظر عمّا إذا كان الانتقال من وضع سيء إلى وضع أفضل منه، أو حتى الانتقال من وضع جيد إلى أمر أفضل منه.

وأشار إلى أن حل المشكلة يتطلب أن يتمتع الشخص بمجموعة من المهارات، كالقدرة على اتخاذ القرار، ودراسة المشكلة، ويجب أن يتمتع صاحب المشكلة بنفس طويل لمواجهة أي عقبات أو فشل، إلى جانب المثابرة والصبر، والطموح، والرغبة في التطوير، مع وجود خبرة في التعامل مع المشاكل.

وحذر أبو الروس من التعامل بشكل سطحي مع المشكلة، لأنها ستظهر مجددا في وقت لاحق، وحينما تتكرر، يصبح التعامل معها أصعب، وتتفاقم آثارها، وبالتالي يصبح حلّها مستعصيًا، ويتطلب جهدً أكبر، وفي مقابل ذلك فإن علاجها في وقت مبكر يجعل الأمر أكثر سهولة.

ولفت إلى أن التجربة الشخصية في الحياة تعطي الإنسان الخبرة والقدرة على حل المشاكل، فالحياة من أدوات التعلم، إذ الأصل أن يتعلم من كل تجربة مرّ بها، ومما عرفه من مشاكل وقع فيها آخرون، ولا بد من استخلاص العبر، وهذا يختلف من شخص لآخر، إذ يتعلق بطبيعة الشخصية، وكذلك فإن الفروقات الفردية تلعب دورا مهما.

وفي الوقت ذاته، أكدّ أن الحياة ليست أداة التعلم الوحيدة، فلا بد من القراءة والاطلاع، والالتحاق بالدورات التدريبية، فهي مكملات لهذه الخبرة.