فلسطين أون لاين

حراك السلطة للبحث عن راعٍ جديد للمفاوضات .. الأهداف والأبعاد

...
غزة - يحيى اليعقوبي

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر الماضي، القدس المحتلة، عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وما لحقها من موجة غضب دولي، يحاول رئيس السلطة محمود عباس، البحث عن راعٍ جديد لعملية التسوية.

وأكد عباس، في تصريحات متكررة، أن الإدارة الأمريكية فقدت أهليتها كوسيط لعملية التسوية؛ لكنه أعاد مجددا خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع المفوضية العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، قبل أيام، تمسكه بخيار المفاوضات، بشرط الإشراف الدولي.

ويؤكد قياديان فلسطينيان أنه لا فائدة من بحث السلطة عن وسيط لرعاية المفاوضات، فيما يشير محلل سياسي إلى أن السلطة في "موقف الضعيف وتبحث عن المخرج".

غطاء للاستيطان

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، فشل مسار التسوية منذ نشأته.

وقال شهاب، لصحيفة "فلسطين": "موقف السلطة ومنظمة التحرير من عملية التسوية غير ملزم للشعب، وأن جوهر الخلاف بين الفصائل وقيادة السلطة والمنظمة هو عدم تخليها عن مسار التسوية الذي ألحق ضررا كبيرا بالقضية الفلسطينية"، محملا السلطة المسؤولية الكاملة عن الأضرار التي لحقت بالأرض والحقوق الفلسطينية.

وتساءل: "ما الذي يمكن أن تحققه السلطة من عودتها للمفاوضات؟ في ظل وجود نصف مليون مستوطن إسرائيلي في مستوطنات بالضفة، خاصة وأن الضفة أصبحت مهددة بفعل قرارات الضم الإسرائيلية".

وحذر أن قرارات وعمليات التهويد أصبحت تستهدف كل الضفة بعد الانتهاء من تهويد المدينة المقدسة.

ويستدرك المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن "العودة للتسوية غطاء لالتهام ما بقي من الضفة (..) مشروع السلطة أفلس ولم يحقق أية أهداف للشعب الفلسطيني، وقيادة السلطة تكابر في إعلان فشل مشروعها الذي يعتمد على المفاوضات والتسوية".

وفيما يتعلق بجدوى بحث رئيس السلطة عن وسيط أوروبي، قال شهاب: "إن المسألة لا تتعلق بوسيط، بل بجوهر العملية السياسية، والأساسات والمبادئ التي ترتكز عليها العملية السياسية التي ألحقت الضرر بالقضية الفلسطينية".

مضيعة للحقوق

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف: "إن العودة للمفاوضات التي أنتجت اتفاق أوسلو هي مفاوضات عقيمة، وأن الاستمرار بذات النهج تحت العباءة الأمريكية مضيعة للوقت والأرض".

ورأى خلف لصحيفة "فلسطين" أن البديل العملي والميداني عن مشروع التسوية، هو الانتفاضة والمقاومة بكافة أشكالها وتصعيدها في مواجهة الاحتلال، مؤكدا أن الرهان على المفاوضات في ظل الخلافات بين السلطة والإدارة الأمريكية بعد إعلان الأخيرة القدس عاصمة للاحتلال، رهان خاسر.

وشدد خلف على ضرورة أن لا يكون التوجه نحو الاتحاد الاوروبي على حساب المشروع الوطني الفلسطيني، خاصة في ظل ما يطرح حاليا من تحديات فيما يتعلق بما يسمى "صفقة القرن" والحديث عن توسيع دولة فلسطينية إلى حدود سيناء، معتبرا أن الحديث عن حل الدولتين "وهم".

موقف الضعيف

ومن وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي، خالد عمايرة، فإنه "لا يوجد فائدة من البحث عن وسيط دولي لإحياء عملية التسوية؛ لأن القضية الفلسطينية ليست بحاجة إلى وسطاء، بل تحتاج إلى قرارات تنصف الحق الفلسطيني، أمام الغطرسة الإسرائيلية في ظل التأييد الأمريكي الكامل لها".

وقال عمايرة لصحيفة "فلسطين"، إن هذه الوساطات لها دلالات خفية، كالمزيد من التنازلات من الطرف الفلسطيني الضعيف.

وأضاف: "إن السلطة تتمسك بالمفاوضات لأنها ضعيفة، وفي ظل الضعف العربي، وهذا يعكس عدم امتلاكها أوراق قوة أمام الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال سوى رفض كل ما يطرح من مشاريع تسوية".