فلسطين أون لاين

​هل يتحول التطوع إلى سبب لاستنزاف الطاقة؟

...
غزة - هدى الدلو

كثيرًا ما نسمع ممن خاضوا تجارب تطوع في مؤسسات مختلفة نصائح يلقونها على مسامع الخريجين الجدد بألا يفكروا بالتطوع مطلقًا حفاظًا على طاقتهم ودافعيتهم نحو العمل في مجال تخصصهم، رغم أن المعروف عن التطوع أنه فرصة لتنمية المهارات.. فهل يمكن أن يتحول التطوع من فرصة لتنمية القدرات إلى سبب لاستنزاف للطاقة؟، ومتى يحدث ذلك؟ وكيف يدرك الخريج الفرق بين الحالتين؟.. هذا ما نتحدث عنه في السياق التالي:

توجيهات

قال مدرب التنمية البشرية محمد اللقطة: "الإنسان في بداية حياته العملية يحتاج لأن يصبح فعالًا في المجتمع، ومتمكنًا من تخصصه عبر زيادة المعارف والخبرات والمهارات، والتعليم الجامعي لا يلبي جميع ذلك، ولذا فإن التدريب الميداني والعمل التطوعي نافذة مهمة لصقل الإمكانيات، بجانب كونه الخطوة الأولى للاستقرار المهني والوظيفي".

وأضاف لـ"فلسطين" أن هناك نصائح وتوجيهات مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار حال رغبة الإنسان بالتطوع في مؤسسة، من أهمها معرفة الهدف الأساسي من تطوعه، وتحديد المدة الزمنية المطلوب قضاؤها في هذا التطوع، إلى جانب المعارف والتوجهات والمهارات المطلوب تحقيقها من ذلك".

وأشار إلى أنه يجب معرفة الأدوات المساعدة التي ستقدمها المؤسسة لتحقيق الهدف من التطوع، وحقوق المتطوع والمتدرب في المؤسسة، والواجبات والمسؤوليات المناطة بذلك العمل، مبينا أنه إذا عرف المتطوع تفاصيل هذه الجوانب، وتوافقت مع احتياجاته، يصبح التطوع فعالًا وذا فائدة عظيمة له.

وأوضح اللقطة: "قلّما تجد هذا يتحقق في مؤسساتنا، فكثير منها تستغل حاجة الشباب للتطوع، سواء من هدفه اكتساب المهارات والخبرات أم الحصول على وظيفة بأجر مستقبلا، ويظهر هذا الاستغلال بأشكال متعددة ومختلفة، وعلى المتطوع أن يحذر من الوقوع فيها حتى لا يكون فريسة لجشع تلك المؤسسات، ولكي لا يستنزف التطوع طاقته ويقتل الإبداع الموجود عنده".

ومما يحذر منه اللقطة، عدم تحديد مدة واضحة للتطوع والتدريب، وضبابية الوعود بالتثبيت الوظيفي بعد مضي مدة معينة من التطوع، واستغلال المتطوع لأداء مهمات أساسية للموظفين المثبتين، وعدم توفير مقطوعة مالية لتغطية مصاريف مواصلاته من المؤسسة وإليها، وحرمانه من أجرة العمل خاصة في حال وجود ميزانية لتغطية المهام، ومن شهادة الخبرة التي تثبت عمله لفترة داخل المؤسسة، كما يتم حرمانه من الاطلاع على المعلومات التي تساعده على أداء عمله بشكل صحيح، وعدم تقديم النصح لحمايته من الأخطار، وعدم تفضيل المتطوع في فرص التقدم للوظائف الشاغرة؛ للتنافس عليها ومساواته بالمتقدمين رغم مهارته وفترة تطوعه.

وبيّن أن هذه التصرفات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى قتل الطاقة والإبداع الكامن في المتطوع.

وقال: "التطوع مرتبط بشكل أساسي بالمتطوع، إذا تحققت مصالحه ومصالح المؤسسة، فليستمر بالتطوع، وإذا لم تتحقق فالأصل أن يصرف نظره عن الأمر، وأن يبحث عن مؤسسات تحقق له ذلك، أو عن فرص حقيقية للعمل الوظيفي الصحيح".