فلسطين أون لاين

​خطابه في الكنيست "عنصري"

تحليل: زيارة بنس تؤكد الانحياز الأمريكي لـ(إسرائيل)

...
بنس خلال مغادرته أمس (أ ف ب)
غزة - نور الدين صالح

من الواضح أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، لمنطقة الشرق الأوسط، والتي اختتمت في الكيان الإسرائيلي أمس، تؤكد عداء الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني وقضيته، وانحيازها التام للاحتلال، وفقًا ما يرى مراقبان.

وعقب وصوله لكيان الاحتلال، ألقى بنس خطابًا في "الكنيست" الإسرائيلي أول من أمس، وصفه المراقبان في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، بـ"العنصري والمنحاز للاحتلال"، فيما أخرج أمن "الكنيست نواب القائمة العربية من الجلسة، وذلك في أعقاب احتجاجهم على السياسة الأمريكية المعادية للفلسطينيين، ورفعوا لافتات كتب عليها "القدس عاصمة فلسطين".

خطاب عنصري

وترى الكاتبة والمحللة السياسية نور عودة، أن الخطاب هو جزء من عقيدة "بنس" التي تنص على أن تمكين دولة الاحتلال الإسرائيلي، مُشيرةً إلى أن "خطابه ديني وليس سياسيًّا".

وتصف عودة في حديثها لصحيفة "فلسطين"، الخطاب بـ"المُنفر" ولا يقبله أي سياسي في العالم، وهو ما يُعزز الرسالة الفلسطينية وقوة الموقف الفلسطيني.

فيما يعدّ أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح بنابلس د. عثمان عثمان، خطاب بنس بأنه "عنصري مليء بتزوير الحقائق والتاريخ"، مُشيرًا إلى أنه يستمد ذلك من قراءته الخاصة المؤيدة للصهيونية.

ويوضح عثمان لصحيفة "فلسطين"، أن بنس يبرر دعمه لـ(إسرائيل) برؤية الديانة اليهودية والمسيحية، "وهذا تتويج لما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه يخالف التاريخ والقرارات الدولية".

خطر الزيارة

وتُشكّل زيارة بنس، خطرًا على الفلسطينيين، كونه جاء بهدف تمرير ما تُسمى بـ"صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، لا سيما في ظل عدم وضوح ملامح تلك الصفقة حتى الآن، وفق المختصين في الشأن السياسي.

وتوضح الكاتبة عودة، أن الزيارة تؤكد خطورة إدارة الرئيس ترامب، ومواقفها المُعادية لحقوق الشعب الفلسطيني، بكل أوجهها، بدءًا من القدس وانتهاءً باللاجئين.

وتقول: إن (إسرائيل) والإدارة الأمريكية، هم شركاء في الواقع الحالي والأزمة التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب من العالم أجمع تحمل مسؤولياته تجاه ما يقوم به ترامب ونائبه بنس.

وبحسب عودة، فإن خطورة الإدارة الأمريكية على القضية الفلسطينية، تتطلب تحقيق الوحدة الفلسطينية، كي يتمكنوا من مواجهة هذه السياسة "الخطيرة".

وتشير إلى ضرورة محاصرة (إسرائيل) قانونيًّا وسياسيًّا عبر التقدم بعدة خطوات للأمام، خاصة في ظل وجود قوانين تُلزمها بعدم التعامل مع ما ينتج من خروقات للقانون الدولي، وهو ما ينطبق على منظومة الاستيطان والاستعمار في فلسطين.

وتعتقد أن هذا الأمر يُمكن الفلسطينيين لاحقًا من تشكيل تحالف دولي ضاغط لإنهاء الاحتلال، وعدم الرجوع للهيمنة الأمريكية على مسار أي نوع من عملية التسوية.

فيما يرى عثمان، أن الزيارة كشفت وجه أمريكا المُعادي للقضية الفلسطينية، معتبرًا أنها وحدت الشعب الفلسطيني، في حين بقيت الولايات المتحدة مؤيدة لـ(إسرائيل) ودعمها يزداد.

وبحسب قوله، فإن إدارة ترامب تضرب بعلاقاتها مع عدد كبير من الدول والشعوب، بعد القرارات الأخيرة التي اتخذتها، وخاصة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.

وتأتي زيارة بنس من وجهة نظر عثمان، تأكيدًا لقرار ترامب الأخير المتعلق في القدس، وحفاظًا على استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة، لمصلحة (إسرائيل) وإبقائها دولة قوية.

وينبّه عثمان، إلى أن بنس، ربط خلال زيارته القرار مع المفاوضات السلمية وإيجاد الحل السلمي، دون أن يلتزم بالحلول الدولية، واستثنى القدس من الاعتراف بأي مفاوضات لاحقة.