فلسطين أون لاين

هنية : الولايات المتحدة و(إسرائيل) تسعيان لتصفية القضية الفلسطينية

...
إسماعيل هنية (الأناضول)
غزة - فلسطين أون لاين

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية أن حرب الفرقان (2008-2009) جرت في ظل اختلال واضح لموازين القوى لكن رغم ذلك انتصرت مقاومتنا فكانت معركة فارقة في تاريخنا الفلسطيني.

وأشاد بعملية نابلس البطولية التي جاءت رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة ، التي جرت رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المقاومة في الضفة الغربية إلا أنها تؤكد أن المقاومة في عقول شبابنا الفلسطيني ، معتبراً أنها أول الرد لإسقاط القرارات الجائرة .

وجدد التأكيد على أن قانون العلاقة مع المحتل هو المقاومة والثبات ، مستنكراً الجريمة النكراء التي تعرض لها القيادي في حماس محمد حمدان في التفجير الذي استهدفه في صيدا بلبنان الأمر الذي لا يمثل فقط عدواناً على حماس بل على الوجود الفلسطيني كله في لبنان ويستهدف سيادة ذلك البلد.

وقال :" تركيا أوقفت أحد المشتبه بتورطهم في هذا التفجير وقامت بتسليمه للدولة اللبنانية ، ونحن نحمل الاحتلال أي نتائج مترتبة على هذه الجريمة ، ونحذر من استمرار نهج الاغتيالات لكوادر وقيادات شعبنا في داخل وخارج فلسطين" ، معبراً عن امتنانه لجميع مكونات الشعب اللبناني السياسية التي تضامنت مع حماس وتعاونت في كشف خيوط تلك المؤامرة الإجرامية .

وأكد على أن المخيمات الفلسطينية في لبنان ستبقى قلاعاً للصمود وعنوان لحق العودة إلى فلسطين التاريخية ، حيث يتمسك أهلها بهذا الحق برغم كل المؤامرات ويرفضون التوطين ، ولا يقبلون بالعودة إلا إلى فلسطين التاريخية.

ولفت إلى أن حماس استقبلت قبل أيام عدد من الأسرى الذين أمضوا أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال من مختلف الفصائل الذين نقلوا رسالة الأسرى في السجون ، مؤكداً بأن المقاومة التي تحتفظ ببعض الأوراق لكي تنجز صفقة أسرى محترمة ستظل وفية للأسرى ، قائلاً:" مهما طال الليل فإن ساعات الفجر ستبزغ إن شاء الله ".

وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت للتعبير عن غضبها من قرار ترامب بشأن القدس تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد وسيطاً نزيهاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ما يسمى بعملية السلام ، بل أن الولايات المتحدة تؤكد أنها في موقع التحالف الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني وأنها تحاول أن تسخر المنطقة لخدمة الكيان وأمنه والتطبيع معه .

وقال :" القدس اليوم هي محور للارتكاز للقضايا السياسية ، فقرار ترامب شجع الاحتلال على مزيد من القرارات بشأن الاستيطان ، وهذا تهديد تاريخي للقضية الفلسطينية ، فالقرار الأمريكي وقرارات الاحتلال يأتي في سياق تصفية القضية الفلسطينية وضرب ثوابتها فيما يتعلق بالقدس واللاجئين ".

وأضاف:" القرار الأمريكي القاضي بتقليص المساعدات المقدمة للأونروا له بعد سياسي متعلق بحقنا في العودة إلى أرضنا التاريخية ، فهم استهدفوا القدس واللاجئين ، وهو عملية متواصلة متسارعة لتصفية القضية الفلسطينية ".

وأكد على أن شعبنا الذي أسقط موضوع التوطين في منتصف الخمسينات في سيناء ، هو قادر على إسقاط مشروع دولة فلسطينية في أجزاء من الضفة وغزة وسيناء ، قائلاً :" لا دولة فلسطينية على حساب أي دولة عربية سواء في مصر أو الأردن".

ولفت إلى أن القرارات الإسرائيلية - الأمريكية الأخيرة تسعى لأن يكون حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن الشقيق من خلال الحديث عن كونفدرالية من خلال الناس وليس الأرض من خلال تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ، بحديث الاحتلال عن دولة فلسطينية شرق النهر ، قائلاً:" نرفض الوطن البديل ، والتوطين ، وأي حل للقضية الفلسطينية في الضفة والقدس على حساب الأردن، وسنسعى لإسقاط هذه المؤامرة".

ورأى أن القرارات الأمريكية تندرج في إطار ما يسمى بـ"صفقة القرن" ، مستدركاً بالقول :" بقدر ما تمثل تلك القرارات من تحدي تاريحي ، فإنها تفتح لنا فرصاً تاريخية ، لو اتحدنا كفلسطينيين ، فإنه كما كان وعد بلفور بداية إقامة دولة الاحتلال على أرضنا ، فإنه يمكن لنا أن نجعل من وعد ترامب بداية النهاية لـ(إسرائيل)".

ونوه إلى أن المنطقة العربية متجهة منذ خمسة وعشرين عاماً نحو مسار ما يسمى بالتسوية ، قائلاً:" لكن القرارات الأخيرة وضعت حداً نهائياً لعملية التسوية في المنطقة ، فلن تتجرأ دولة عربية أن تقيم سلاماً دون القدس واللاجئين".

وتابع :" القرارات الأخيرة نسفت الاتجاه نحو جعل (إسرائيل ) دولة من المنطقة ، فالقيادة الفلسطينية أضحت تتحدث بشكل واضح عن نهاية أوسلو وعملية التسوية ".

ومضى بالقول :" هناك تحركات جدية لبناء تحالفات قوية في المنطقة تتبنى استراتيجية من عنصرين ، هما أولاً أنه لا اعتراف بدولة الاحتلال ، وثانياً تبني خيار واستراتيجية المقاومة الشاملة ، من خلال كتلة صلبة في المنطقة تتصدى للمشروع الصهيوني - الأمريكي".

وأشار إلى أن حماس تحاول إعادة بناء علاقاتها في المنطقة ومد جسورها مع كل الأمة لحشد طاقاتها للتصدي للقرارات الأمريكية والصهيونية ضد شعبنا ومقدساته المسيحية والإسلامية على حد سواء.

ونوه إلى أن المنطقة منذ الربيع العربي تشهد صراعات لكنها أفاقت على خطر كبير يتهدد القدس المحتلة ، قائلاً:" كما أن شعبنا الفلسطيني لن يستسلم ، فهو اليوم قادر على أن يدافع عن الأرض والعرض والقدس والحقوق، وهو لن يكل ولن يمل أبداً ، وهؤلاء المرابطين في الأقصى والقدس والضفة وغزة ومخيمات الشتات هم أكبر دليل على حيوية شعبنا وعلى قدرته على التجدد والعطاء ".

وأضاف:" واهمة (إسرائيل) وأمريكا إذا ظنتا أن الحق مع مرور الزمن سيصبح باطلاً، فالكيان الصهيوني هو الباطل ولن يصبح حقاً على الإطلاق ، فنحن رغم خطورة ما يُنفذ على الأرض الفلسطينية فالمستهدف الرئيسي هو القدس المحتلة".

وأشار إلى أن حماس واجهت تلك القرارات من خلال ثلاثة مسارات ، المسار الأول هو الهبة الشعبية من خلال تواجد شعبنا في الميدان، أما المسار الثاني هو استنهاض الأمة وقواها للانخراط في مشروع الدفاع عن القدس، بينما المسار الثالث هو الاتصالات السياسية والحركة الدبلوماسية الواسعة في المنطقة .

وجدد التأكيد على تمسك حماس بالمضي قدماً في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية ، رغم بطء الحركات والإجراءات في هذا الإطار، مؤكداً أن الإخوة في فتح يؤكدون إصرارهم على المضي قدماً في هذا الملف .

وبالنسبة لاجتماع المجلس المركزي ، بين هنية وجود رغبة لدى حماس بحضور الاجتماع لكن على أن يخرج ذلك الاجتماع بقرارات وطنية ، لكن بعد التشاور مع الفصائل الأخرى تقرر عدم الحضور.

وقال :" هناك قرارات للمجلس لو تم تنفيذها كتعليق الاعتراف بـ(إسرائيل) ووقف التنسيق الأمني والتمسك بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس يمكن أن تشكل مناخاً للعمل المشترك".

وبين وجود استراتيجية من ثلاثة ركائز تراها حماس كفيلة بمعالجة الوضع الفلسطيني الحالي ، أولها :" مطلوب منا كفلسطينيين تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني والإسراع في إنجاز خطوات المصالحة دون عوائق أو تلكؤ وإنهاء معاناة أهل غزة ".

وتابع :" أما ثانياً : الاتفاق على استراتيجية نضالية جديدة في ظل فشل استراتيجية المفاوضات ، فيجب أن يكون أوسلو خلف ظهورنا خاصة بعد قرار ترامب بشأن القدس ، فالاستراتيجية يجب أن تعتمد على المقاومة الشاملة بكل أشكالها".

ومضى يقول :" أما ثالثاً، فهو إدارة القرار الفلسطيني بإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ، عن طريق الانتخابات حيث ما أمكن ".

وأشار إلى أن 128 دولة صوتت لصالح القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة بشأن القدس تمثل ست مليارات إنسان يقفون إلى جانب شعبنا الفلسطيني ، قائلاً:" شعبنا يمكنه أن يراهن على المقاومة بكل أجنحتها العسكرية وعلى رأسها كتائب القسام التي ستشكل السياج الواقي للقدس".