فلسطين أون لاين

​صيادو غزة يحظون بصيد وفير عقب انحسار المنخفض

...
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

عبر بائع الأسماك محمود أبو عميرة، عن سعادته بكميات الأسماك التي حظيت به شباكه على مدار الأيام الثلاثة الماضية بعد انحسار المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة يومي الخميس والجمعة الماضيين ومنع الصيادين من نزول البحر مؤقتا.

وقال أبو عميرة لصحيفة "فلسطين": إن الأمواج العالية والرياح القوية المرافقة للمنخفض تعمل على تحريك الأسماك وإخراجها من بين الصخور في المناطق البعيدة، وعندما ينحسر المنخفض تبدأ الأسماك بالتحرك من الغرب نحو الشرق مما يجعلها في متناول شباك صيادي غزة.

وتنوعت الأسماك التي نالتها شباك الصيادين منذ فجر السبت الماضي ما بين الفريدي والطرخون وغزلان البحر و كميات محدودة من الجمبري وسلطان البحر "الجلمبات" إلا أن الكميات الأكبر كانت من نصيب سمك السردين بمختلف أحجامه.

وأوضح أبو عميرة أن الأيام التي تتبع انحسار المنخفضات الجوية أو ما يعرف بـ "النوة" تعتبر من أفضل أوقات السنة بالنسبة للصيادين إذ ينتظرونها بترقب شديد على أمل الحصول على كميات سمك تؤمن لهم مردود مالي مقبول من مصدر رزقهم الوحيد.

كذلك أبدى الصياد أحمد بكر سعادته لصيده كميات وفيرة من الأسماك بعدما أنعش المنخفض والأمواج المتلاطمة حركة الصيد، معتبرا ذلك الرزق بمثابة تعويض من "الله عز وجل" للصيادين في ظل تقييد الاحتلال لحركتهم في عرض البحر وحرمانهم من الوصول إلى المناطق الغنية بالأسماك.

وقال بكر لصحيفة "فلسطين": "طوال أيام العام يقيد الاحتلال حركتنا في حدود ستة أميال بحرية ويتعمد ملاحقتنا خلال فترة المواسم السنوية، حتى تأتي لنا المنخفضات الجوية بكميات جيدة من الأسماك من المناطق البعيدة المحظور علينا الوصول لها".

ويتعرض صيادو القطاع الساحلي، البالغ عددهم نحو أربعة آلاف صياد لمضايقات إسرائيلية تأخذ أوجها متعددة وشكلا متصاعدا، تبدأ بإطلاق النار المباشر نحو المركب ومن عليه، إلى أن تصل لضربهم بالنار في عرض البحر واعتقالهم عنوة مع مصادرة وتخريب معدات العمل.

وفي السنوات الأحد عشر الأخيرة، فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً قاسياً على قطاع غزة وبحره ومنع الصيادين من دخول البحر أكثر من مساحة تفاوتت بين 3-9 أميال، مساحات لا يرى فيها الصياد أي خير يمكن أن يعوض أو يقارن بخير السنوات السابقة.

إقبال دون المستوى

ورغم تمكّن صيادي قطاع غزة من اصطياد كميات وفيرة من الأسماك بمختلف أنواعها، إلا أن مستوى البيع ومعدلات إقبال الغزيين على شراء الأسماك الطازجة ما زالت دون المستوى المطلوب والمتوقع في مثل هذه المواسم، مثلما أوضح بائع الأسماك مصطفى عباس.

وذكر عباس لصحيفة "فلسطين": "تلعب الأوضاع الاقتصادية المتردية في غزة عاملا أساسيا في تحديد معدلات الإقبال على الشراء، والتي مازالت مقصورة على فئة محددة من المقتدرين ماليا بينما يتوجه الأغلب لشراء كميات ضئيلة بأقل الأسعار من باب سداد رغبة النفس".

وبين أن أسعار الأسماك المتوفرة بالسوق تتراوح ما بين 20 -80 شيقلا لكل كيلو جرام، فيباع الكيلوجرام من سمك السردين بقرابة 20 شيقلا خلال ساعات الصباح الأولى قبل أن ينخفض لنحو 15 شيقلا عند المساء، ويباع كيلو جرام الغزلان بقرابة 25 شيقلاً بينما يصل سعر بيع سمك الفريدي لنحو 50 شيقلا.

وأشار عباس إلى أن البائعين والتجار يحاولون تخفيض أسعار البيع قدر المستطاع من أجل تسويق الكميات المعروضة بأقل الخسائر المالية، مبينا أن فتح باب تصدير السمك إلى خارج القطاع نحو الضفة الغربية يساهم في رفع أسعار بيع أصناف السمك المتوفرة بندرة بالسوق المحلي، كالجمبري الذي قد يصل سعر بيعه لـ80 شيقلا لكل كيلو جرام.

ونصت اتفاقية أوسلو، التي وقعت بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 1993، على السماح للصيادين بالعمل في مساحة 20 ميلا بحريا، التي يتوفر فيها الصيد الوفير، ولكن الاحتلال قلص على مدار السنوات الماضية المساحة تدريجيا، وذلك لحجج أمنية مختلفة.