يعوِّل اللاجئون على استمرار عمل وكالة (أونروا) في تقديم خدماتها الإغاثية للاجئين الفلسطينيين، مع الزيادة المطردة في أعدادهم.
ويعتري اللاجئين مخاوف من إمكانية تعطيل خدمات (أونروا) بعد إعلان الإدارة الأمريكية تجميد الأموال الأمريكية المخصصة للوكالة الأممية، في حين يرى مراقبون أن القرار الأمريكي يستهدف حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية.
وبدا نواف العروقي قلقًا من التطورات الحاصلة ضد وكالة الغوث، أخيرًا، إذ يعتمد على طرد غذائي تقدمه (أونروا)، كل بضعة أشهر، ويسد به جزءًا من رمق أسرته الفقيرة.
العروقي (57 عامًا) أب لثمانية من الأبناء والبنات، بينهم ثلاثة شبان، ولا تتوافر لديهم فرص عمل، مع حصول بعضهم على شهادات جامعية.
وصف العروقي الذي تحدث إلى صحيفة "فلسطين" أثناء انتظاره صرف مساعدات من مكتب برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية التابع لـ(أونروا) في معسكر الشاطئ، غربي مدينة غزة؛ أوضاعه بأنها "تحت الصفر"، في إشارة إلى شدة الفقر.
وأشار إلى أن واحدة من بناته اضطرت إلى ترك دراستها الجامعية، بعد أن قطعت شوطًا طويلًا فيها، لعدم تمكنه من الإيفاء بالرسوم الدراسية.
وتمم العروقي حديثه: "استهداف (أونروا) ليس في مصلحتنا، فهي دليل على وجود اللاجئين الفلسطينيين، واستمرار عملها يزيد تمسكنا بحق العودة".
وتشتت مئات ألاف اللاجئين الفلسطينيين بعد النكبة في دول العالم، لكن تركيزهم الأكبر كان في (قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان، وسوريا)، وهي مناطق عمليات (أونروا) الخمسة.
أما الطفل اللاجئ رامي النجار فأبدى أسفه على محاولات الاحتلال الإسرائيلي للترويج دوليًّا بأن عهد (أونروا) قد انتهى إلى الأبد.
وتساءل النجار في حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "لماذا لا يلتزم الاحتلال بالقرارات الدولية التي تعترف بحقنا لاجئين في العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها؟!".
وبين النجار المهجر من بلدة حمامة، ويسكن في معسكر الشاطئ أنه تلقى تعليمه الأساسي في مدارس (أونروا)، وكان مستوى التعلم عاليًا في تلك المدارس.
"وها أنا اليوم أكمل دراستي في الصف الأول الثانوي بعيدًا عن مدارس (أونروا)، لكنني ما زلت أحافظ على مستوى دراسي ممتاز" أضاف.
وكانت نائبة وزير خارجية الاحتلال تسيبي حوتوبيلي دعت سفراء ودبلوماسيي الاحتلال الإسرائيلي إلى ضرورة الإشارة خلال لقاءاتهم السياسية أن "عهد (أونروا) قد انتهى إلى الأبد، وأن موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يجب أن يكون في صدارة اهتماماتكم في تحركاتكم الدبلوماسية".
وأضافت حوتوبيلي خلال مؤتمر لسفراء كيان الاحتلال في دول الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، عقد في وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخراً: "إن هذين الموضوعين يجب أن يكونا عنوان العمل الدبلوماسي الإسرائيلي خلال العام الجاري 2018م، وهو العام السبعين لقيام (إسرائيل)". وطالبت حوتوبيلبي _وهي من قيادات حزب (ليكود)_ الدبلوماسيين الإسرائيليين العاملين لدى دول تقدم تبرعات مالية لوكالة (أونروا) بأن توجه أموالها هذه إلى منظمات إنسانية أخرى غير (أونروا)، والتوقف عن ترويج فكرة حق العودة للاجئين الفلسطينيين، "لأنها تعمل على تأبيد الصراع معهم".
غير أن أحمد الشرافي (58 عامًا) اللاجئ من بلدة هربيا إلى معسكر الشاطئ قال: "إن المحاولات الأمريكية والإسرائيلية لاستهداف (أونروا) للقضاء على حق العودة لن تفلح".
وأضاف الشرافي لـ"فلسطين": "إن الرئيس الأمريكي ترامب لا يعرف في السياسة شيئًا، يعمل من طريق أنظمة عربية مأجورة".
و يعيش أكثر من مليون وثلاثمائة ألف لاجئ في ثمانية مخيمات في قطاع غزة وحده، تتحمل (أونروا) المسؤولية عنهم.