حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، من أن قرار واشنطن بخفض دعمها المالي للوكالة يمكن أن يؤدي لزعزعة الاستقرار بالمنطقة، ويعرّض حياة ملايين اللاجئين لمخاطر جمة.
ونفي المفوض العام للأونروا بيير كرينبول ، قيام الموظفين الدوليين العاملين بها بتقديم استقالتهم على خلفية القرار الأمريكي تخفيض المساهمة المالية للوكالة الأممية.
والأسبوع الماضي، أبلغت الإدارة أمريكية "أونروا" رسميًا حجب 65 مليون دولار من ميزانيتها المخصصة للعام الحالي، في حين ستبقي على مساعدة بقيمة 60 مليونًا، مشيرة أن المبلغ المعلق سينظر فيه مستقبلاً.
وقال كرينبول: "يشعر الموظفون بأونروا بقلق شديد إزاء تخفيض الدعم الأمريكي.. نحن لدينا 37 ألف موظف؛ 98% منهم هم فلسطينيون والنسبة الباقية (2%) هم موظفون دوليون، منهم 25 أمريكيًا".
وأضاف: "نعتبر كل العاملين بأونروا موظفين أمميين، وهم سيواصلون العمل رغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن القرار الأمريكي، وتداعياته على الاستقرار في المنطقة، وأيضًا علي حياة اللاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية".
وأوضح أن "الوكالة تقدم خدماتها في التعليم الأساسي لحوالي 525 ألف من الطلبة الفلسطينيين في أكثر من 700 مدرسة تابعة لها؛ فضلًا عن توفير مساعدات غذائية ونقدية طارئة لما يقرب من 1.7 مليون لاجئ".
ونوّه إلى أنها توفر "الرعاية الصحية الأولية لثلاثة ملايين آخرين بما في ذلك الرعاية السابقة للولادة، وضمان الكرامة والأمن البشري لحوالي 5.3 مليون لاجئ، وهم جميعهم معرّضون للخطر الآن نتيجة للتمويل المحدود".
واستدرك بالقول: "العام الماضي تلقت أونروا 363 مليون دولار من واشنطن... لكن دعوني أؤكد هنا، أنه حتى ولو لم توجد أونروا أصلاً فإن الفلسطينيين لن يستسلموا أبداً ولن يتخلوا عن كرامتهم أو عن عدالة قضيتهم".
وتحدث المفوض العام لأونروا عن الحملة العالمية التي أطلقها، أمس أول الأحد، من قطاع غزة تحت عنوان "الكرامة لا تقدر بثمن".
وأشار إلى أن "أكبر مدارس الوكالة ومراكزها الطبية ستبقى مفتوحة رغم التحديات الهائلة لأن أونروا، تتمتع بالحماية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي ليست للبيع".
ولفت إلى أن حملة أونروا (الكرامة لا تقدر بثمن)، تستهدف جمع 500 مليون دولار لضمان مواصلة تقديم خدماتها الحيوية للاجئي فلسطين".
وتقدم "أونروا" خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسوريا.