فلسطين أون لاين

​خبيران: الطرق الالتفافية الجديدة ستغير جغرافية الضفة الغربية

...
طولكرم - خاص "فلسطين"

أكد خبيران فلسطينيان في شؤون الاستيطان، أن مخطط حكومة الاحتلال القاضي بشق مزيد من الطرق الالتفافية الاستيطانية وتخصيص 800 مليون شيكل من أجلها، ستؤدي إلى تغيير كبير في جغرافية الضفة الغربية المحتلة بما يتلاءم مع المخططات الاستيطانية.

وكان رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعهد في أكتوبر الماضي بتخصيص 800 مليون شيكل في ميزانية العام الحالي "لتعزيز القدرات الأمنية للمستوطنات في الضفة المحتلة"، وذلك خلال اجتماع مع رؤساء الحركات الاستيطانية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس: "إن المخطط يأتي ضمن مخطط إسرائيلي للاستيلاء على الضفة الغربية المحتلة وتهويد منطقة (ج) بالكامل".

وأضاف دغلس لـ"فلسطين"، أن سلطات الاحتلال وفي إطار مخططاتها للاستيلاء على الضفة، شكلت العديد من اللجان والفرق، وحددت تخصص كل فرقة، تختص كل منها على حدة في شق الطرق الالتفافية وعمليات الهدم، ومصادرة وتجريف الأراضي.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال سرعت خطاها في تنفيذ هذه المخططات منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتوحدة، وهذا يعني أن واشنطن متواطئة مع السياسة الاستيطانية الإسرائيلية والتي يجري تنفيذها على الأرض في الآونة الأخيرة بشكل علني.

وأضاف الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان، أن المخطط لشق طرق التفافية استيطانية، سينهي حل الدولتين، وسيؤثر على كل نواحي الحياة في الضفة الغربية، وسيمنع التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية، ويقطع التواصل مع المناطق الزراعية.

تشكيل جغرافية الضفة

من جهته، قال الخبير في شؤون الاستيطان سهيل خليلية: إن مخطط الطرق الالتفافية الجديد، ليس من أجل خدمة مستوطنات بحد ذاتها، وإنما يهدف إلى ربط المستوطنات في الضفة الغربية مع بعضها وخلق تواصل جغرافي بين المستوطنات مع شبكة الطرق الموجودة خلف "الخط الأخضر"، في محاولة لإزالة العوائق الجغرافية وتسهيل حركة المستوطنين وتقصير المسافات بين المستوطنات.

وأضاف خليلية في تصريح لـ"فلسطين"، أن الطرق الالتفافية مكون رئيسي في تشجيع البرنامج الاستيطاني، فهو سهل وكان عامل جذب للمستوطنين للاستيطان في الضفة الغربية وتسهيل حركتهم بين المستوطنات وأماكن عملهم في الداخل الفلسطيني.

وكشف خليلية عن أن شبكة الطرق الالتفافية الاستيطانية الموجودة حاليا في الضفة الغربية، تسيطر على ما طوله نحو 939 كليو مترًا من أراضيها، أي ما مساحته نحو 120 كم مربع من مساحة الضفة، وجميعها كانت عنصر أساسي في المساهمة في النمو غير المسبوق للمستوطنات.

وقال خليلية: "إن الطرق الالتفافية ليست مجرد شوارع كما نعتقد، بل إن الاحتلال جعل منها حدودًا للفصل بين المناطق الفلسطينية ومناطق السيطرة الإسرائيلية، ومناطق تواصل مع الأماكن التي يسيطر عليها الاحتلال، وتقويض الحياة الزراعية في الضفة لتحقيق أهدافهم الأمنية".

وأعرب عن اعتقاده أن سلطات الاحتلال تعد العدة لتوسيع مخططاتها الاستيطانية، كبناء مناطق صناعية على طول "الخط الأخضر"، وهذا يتطلب شبكة طرق جديدة وربط مناطق استيطانية جديدة مع مناطق خلف "الخط الأخضر".

وفي جزء مهم منه بحسب خليلية هو ربط المستوطنات مع مشروع "القدس الكبرى" ومع المستوطنات الواقعة خلف الجدار لأغراض بعضها استيطاني وأخرى من أجل جذب السياحة إلى القدس وخاصة البلدة القديمة، وتعزيز الحدود الفاصلة بين المستوطنات والمناطق الفلسطينية في القدس المحتلة.

وخلص الخبير في شؤون الاستيطان إلى أن الهدف النهائي لشبكة الطرق لالتفافية هو إعادة تشكيل جغرافية الضفة الغربية، بما يتناسب مع مخططات الاحتلال الاستيطانية والأمنية. وتوقع أن تشهد الضفة الغربية موجة جديدة من مصادرة الأراضي خلال الفترة القادمة لصالح شق الطرق الالتفافية.