فلسطين أون لاين

استمرار "التنسيق الأمني" يكشف عورة قرارات "المركزي"

...
رام الله- مصطفى صبري

تشير الدلائل على الأرض أن توصيات المجلس المركزي في جلسته الأخيرة في الرابع عشر من الشهر الجاري في رام الله والتي أوصت بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، لم تجد آذانا صاغية لدى الجهات التنفيذية.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، فإن تحديد قوات الاحتلال لمكان الخلية المسؤولة عن تنفيذ عملية نابلس الأخيرة والتي أدت لمقتل مستوطن إسرائيلي وشروعها بعملية عسكرية في جنين، كان من بناء على معلومات أمنية من السلطة الفلسطينية.

"رجا إغبارية" عضو المكتب السياسي لحركة ابناء البلد في الداخل المحتل، قال لـ"فلسطين": "نحن أمام معضلة وطنية، فتوصيات المجلس المركزي ليس لها أي قيمة، وهذا يؤكد ان السلطة ماضية في التنسيق الامني ولا تستطيع ان تتخلى عنه".

واضاف: "الخطير في استمرار التنسيق الامني أنه يجعل النضال الفلسطيني محاصرا من جميع الجهات"، معتبراً أن هذا التنسيق هو كارثة وطنية في ظل هذا التغول الامني الاسرائيلي والتهويد للجغرافيا والتاريخ.

وتابع قائلا: "أن يتم وصف عملية نابلس بالإرهاب والعنف من قبل رئيس السلطة الفلسطينية يعني ادانة أي عمل مقاوم، وهذا ما هو اخطر من التنسيق الامني القائم، فالنضال الفلسطيني سواء كان شعبيا او عسكريا ضد الاحتلال له شرعيته في القوانين الدولية والاممية، وادانته من قبل السلطة يعني ان الشعب في واد والسلطة في واد اخر".

د. حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، قال لـ"فلسطين"، إن الفلسطينيين "يشعرون بخيبة أمل جراء استمرار التنسيق الامني مع الاحتلال، والاصل في العلاقة مع الاحتلال هي علاقة التصادم وليس التعاون، والشعب الفلسطيني يرفض أي علاقة مع الاحتلال مهما كانت طبيعتها، لذا فإن التنسيق الامني هو دمار بما تعنيه الكلمة".

وأضاف: "الشعب الفلسطيني منذ سنوات الاحتلال وهو يقاوم فكرة التعاون مع الاحتلال كما أن الشعب الفلسطيني لا يقبل التنسيق الامني مهما كانت التفسيرات والتبريرات، فالاحتلال يستخدم التنسيق الأمني لضرب روح المقاومة من خلال التباهي بالعلاقة مع الاجهزة الامنية وتثمين دورها في ايصال المعلومات لهم كما حدث في عملية جنين".

وتابع خريشة: "تصدي الشبان في جنين لقوات الاحتلال المحمولة والراجلة التي حضرت لتصفية خلية جنين، ببسالة وقوة خيالية بشهادة الاسرائيليين، يؤكد ان التنسيق الامني يشيع حالة من الارباك وخيبة الأمل لدى هؤلاء الشجعان، فمن يقف يواجه دوريات الاحتلال بمسافة الصفر يجب ان يتم دعمه وتقويته لا خذلانه بالتنسيق الامني".