فلسطين أون لاين

​زواج الأخت الصغرى.. أزمةٌ أم "لا شيء"؟

...
غزة - رنا الشرافي

أن تتزوج الشقيقات الأصغر ويغادرن المنزل بينما تبقى الأخت الكبرى دون أن تلتحق بركبهن، أمرٌ قد يشكل "أزمة" عند بعضهن، أو يكون "لا شيء" بالنسبة لأخريات يؤمنّ أن ترتيب أفراد الأسرة ليس معيارا للزواج.. السؤال هنا: لماذا يحدث أحيانا أن تتأثر الشقيقة الكبرى بزواج شقيقاتها الأصغر منها سناً؟ وكيف يمكن للأهل مساعدتها على تخطي الأمر؟

شرعي وثقافي

قال الأخصائي الاجتماعي والنفسي د. درداح الشاعر إن هذه المسألة تنقسم إلى شقين، الأول وهو الجانب الشرعي الذي يُجيز للصغرى أن تتزوج متى وجدت الفرصة المناسبة، والثاني وهو الثقافة العامة في المجتمع والتي تتعارض في بعض الأحيان مع الجانب الشرعي.

وأضاف: "يجب أن يكون وَقَر في نفس كل من الفتاتين (الكبرى والصغرى) والأب والأم أن لكل من الأخوات نصيبها الذي سيأتي في أجل محدد، ولا ضرر من زواج إحداهن قبل الأخرى، كما أنه لا يجوز منع إحداهن حتى لا تضيع الفرصة عليها بغير رجعة".

وتابع: "ولكن الثقافة المجتمعية تتعارض إلى حد ما مع العقيدة، وتبرز في بعض المفاهيم الثقافية، مثل منع تزويج الفتاة الصغيرة قبل الكبيرة، وكأن قطر الزواج سيفوت على الأخت الكبيرة إذا تزوجت شقيقتها الصغرى".

ودعا الأهالي إلى "تفهم الوضع العام في المجتمع وقلة فرص الزواج المناسبة، مما يجعل الفرصة التي تأتي مرّة قد لا تأتي ثانية، وأن يوضحوا للفتاة الكبرى أن نصيبها سيأتي في الوقت المناسب لا محالة، ويخففوا عنها إن كانت تأثرت سلبا".

وبيّن أن "الآثار السلبية التي قد تلحق بالفتاة إن تزوجت شقيقاتها الصغيرات قبلها متعددة، منها الانعزال والتقوقع على الذات أو اتباع أساليب ملتوية للحصول على فرصتها".

وقال الشاعر: "إن تأثرت الفتاة، فيجب أن تكون محاطة بثقافة مجتمعية واعية وأسرة ناضجة تستطيع أن تخفف عنها وتساعدها على تقبل الأمر وتفهمه وانتظار نصيبها"، مضيفا: "وهنا يكمن دور الأهل، ودور الناظم الشرعي الذي ينظم حياة الأسرة ويقوّم مسار المجتمع ككل، ويؤكد على أن المفاهيم والقيم الشرعية أولى في التطبيق مع الثقافة المجتمعية".