قائمة الموقع

​الرياضات القتالية.. فوائد عديدة بشرط "الاستثمار الصحيح"

2018-01-18T09:34:17+02:00

من المعايير المهمة لتقوية شخصية الطفل، تقوية الجانب الجسدي، وهو ما يمكن أن يتم من خلال تعلم وممارسة رياضات مختلفة، خاصة أن هذه الرياضات بالإضافة إلى فائدتها لجسد الطفل، فهي تحمل العديد من الفوائد الأخرى على الصعد النفسية والاجتماعية والعقلية، ولكن ماذا لو كانت رياضاتٍ قتالية قد يستخدمها الطفل في إيذاء الآخرين؟.. هنا يكمن دور الأهل في توجيه صغارهم نحو الاستفادة المثلى مما يتعلمونه من رياضات..

فوائد عدّة

الأخصائي النفسي والاجتماعي الدكتور إياد الشوربجي قال إن الرياضات القتالية تساعد الطفل، من ناحية نفسية، على تنمية ثقته بنفسه، وتُخرجه من حالة العزلة التي يعيشها، وتعمل على تدعيم شخصيته.

وأضاف: "من ناحية اجتماعية، تفيد الرياضات القتالية في الاندماج مع مجموعة من الأطفال، وتنمي روح العمل الجماعي التعاوني والتنافسي"، متابعا: "أما من الناحية الأخلاقية، فهي تعرف الطفل على بعض المعايير والقواعد الاجتماعية، فأثناء المشاركة فيها يعرف الطفل حقوقه وواجباته، التي هي بمثابة معايير الثواب والخطأ في المجتمع".

والرياضات القتالية مفيدة أيضا من الناحية العقلية، بحسب الشوربجي، فمن شأنها أن تساهم في تنمية فهم الطفل، من خلال الربط والتحليل والتركيز والانتباه وغير ذلك.

وأوضح أنها تساعد الطفل على تفريغ الشحنات السلبية، وكذلك على تفريغ طاقة الطفل في أشياء إيجابية.

وأكد: "على الأهل أن يستحضروا القيمة والأهمية لهذه الرياضات، ومن الضروري أن يوجهوا الأطفال باستمرار إلى حسن الاستفادة من هذه الرياضات، بحيث لا يصل الأمر إلى الاعتداء على الآخرين، والتسبب بالمشاكل نتيجة القوة المفرطة التي وصل لها الطفل، وعليهم أن يوضحوا للأبناء الغاية من هذه الرياضات وهي تقوية الشخصية في الجوانب المختلفة دون التجاوز والاعتداء على حقوق الآخرين".

ولفت إلى أنه في حال عدم توجيه الأهل للابن فيما يتعلق بالرياضات القتالية التي يتعلمها، فقد يستخدمها في الاعتداء على الآخرين كزملائه في المدرسة أو حتى في ممارسة العنف الجسدي أو اللفظي، وبعض الأطفال قد يصيبهم الإعجاب بالنفس بسبب القوة البدنية الناتجة عن ممارسة هذه الرياضات.

تفريغ الطاقات

وقال الشوربجي: "الرياضة البدنية مهمة لكل المراحل، ولكنها مفيدة بشكل أكبر في مرحلة ما قبل المراهقة، ففي هذا العمر يكون لدى الطفل طاقة جسدية، وبالتالي تصريفها في شيء نافع وإيجابي يعود بالنفع على الطفل وأهله".

وأضاف: "نحن نعيش في مجتمع تنتشر فيه نسبة من العنف بشكل واضح، بحكم الضغوط الصعبة التي يمر بها كل من الأطفال والأهل، لذا لا بد من الحذر في هذا الجانب حتى لا تتحول الرياضات إلى طاقة سلبية يمارسها الأطفال على الآخرين".

ونصح الأهل بالابتعاد قدر الإمكان عن الرياضات التي تتضمن العنف، واستبدالها برياضات أخرى قائمة على التنافس والتعاون وتفريغ الطاقات بشكل إيجابي، وأمثلة من هذه الرياضات كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو التنس أو الجري والسباق والقفز، أو حتى حمل الأثقال التي تتناسب مع عمر الطفل.

اخبار ذات صلة