فلسطين أون لاين

​"دراجة السبعينات" الذراع الأيمن لـ"جبر"

...
قلقيلية - مصطفى صبري

لا يستغني عن دراجته الهوائية القديمة في قضاء حوائجه اليومية والتوجه إلى دوامه في مدرسة المرابطين وسط مدينة قلقيلية، ولمكانتها بالنسبة له، رفض طلب أحد المتاحف لشرائها منه.

المعلم ماجد جبر (60 عامًا) من مدينة قلقيلية يتحدث لـ"فلسطين" عن دراجته الهوائية العائدة إلى سبعينات القرن الماضي، وكيف بقيت في منزل عائلته عندما سافر للعمل في الخارج، وعاد في التسعينات ليجدها كما تركها..

"الجحشين"

يقول جبر: "هي ذراعي الأيمن، فأنا أستخدمها لنقل جميع احتياجات المنزل، وهي قوية وليست كدراجات اليوم التي لا تقاوم لمدة طويلة، وهي مصنوعة في ألمانيا، ويطلق عليها الجيل القديم اسم "دراجة الجحشين" بسبب وجود ماسورتين في الوسط في جسم الدراجة".

ويضيف: "عرض عليّ القائمون على متحف مذبحة كفر قاسم شراء الدراجة لوضعها في المتحف الذي تم تأسيسه قبل عامين، وهو يعرض مقتنيات شهداء المذبحة، ومنها دراجات هوائية كان يستخدمها بعض أهل البلدة آنذاك، وكان هذا النوع من الدراجات هو السائد وقتها".

ويتابع: "رفضت التفريط بدراجتي، رغم أن وضعها في المتحف يوثق المذبحة، فهي عزيزة على قلبي، وما زلت استخدمها وأقوم بصيانتها باستمرار، واستخدمها في قضاء كل ما يلزم من احتياجات، وبواسطتها أتوجه إلى دواوين قلقيلية لمشاركة أبناء بلدي الأتراح والأفراح ومختلف المناسبات الاجتماعية، وكذلك أتوجه بها إلى عملي، وحتى بعد أن أتقاعد في العام الحالي، فستبقى هذه الدراجة معي تساعدني على التنقل وقضاء احتياجاتي، فمنزلي بعيد عن وسط المدينة".

أفضل من الحديث

الدراجات الكهربائية المنتشرة حاليا لا تروق لضيفنا، إذ يقول: "الدراجات الكهربائية الحديثة لا تقوم بوظيفة دراجتي الهوائية القديمة، فأنا أستطيع نقل أغراض يزيد وزنها عن 50 كيلوجرام باستخدام دراجتي، بينما الدراجة الكهربائية لا تحتمل ذلك".

ولصيانة دراجته، يقصد جبر محلات معينة في مدينة نابلس، لشراء بعض قطع الغيار منها، مثل الاطار المطاطي الخارجي والداخلي وبعض القطع للعجال، ويجد هذه القطع في قلقيلة لأن لا المقاسات الحديثة لا تتناسب مع دراجته النادرة".

وفي نهاية اللقاء معه يؤكد جبر: "لن أفرط بهذه الدراجة ما دمت حيًّا، وسأستمر في صيانتها على الدوام، فهي صديقة العمر بالنسبة لي وهي مركبتي المفضلة، ولها تاريخ عريق في حياتي".