قائمة الموقع

​"آخر العنقود".. مكانةٌ قد تضرّ قيم صاحبها

2018-01-16T07:14:02+02:00

أن تكون الطفل الأصغر في العائلة فهذه حظوة لن تنالها في حياتك مرتين، فما ستحظى به من دلال لن تنعم به في أي مكان آخر وأي لقاء جماعي قد تجد نفسك داخله، وربما تحظى بتمييز عن باقي إخوتك يخلق في داخلهم الغيرة منك.

"آخر العنقود".. كيف يؤثر تدليله سلباً على باقي أفراد أسرته؟، وكيف للأهل أن يعيدوا تقييم سلوكه بعد سنوات من الدلال؟ هذا ما يحدثنا عنه الأخصائي الاجتماعي والنفسي الدكتور درداح الشاعر..

ضحيتها..

قال الشاعر: "القضية ليست قضية (آخر العنقود) كما نسميه في لهجتنا العامية، ولكن هي قضية نمط في التربية التي يتلقاها الإنسان وقد يكون هذا المدلل أكبر إخوته أو أوسطهم ولربما كان أصغرهم".

وأضاف لـ"فلسطين أن تدليل أحد الأبناء وتلبية رغباته بشكل مستمر بعيداً عن القيم والمعايير الأخلاقية في ضبط السلوك يعود بنتائج عكسية يكون ضحيتُها الأولى الوالدين أنفسهما اللذين قاما بتدليل هذا الابن.

وبيّن أن شخصية الابن المدلل تقوم على الأنانية وحب الذات والتعود على الأخذ فقط دون العطاء، لذلك بعد تقدم الوالدين في السن وطلبهما الاعتماد على هذا الابن لا يلبي احتياجاتهما لأنه تعود أن يأخذ منهما لا أن يعطيهما.

وأوضح: "الأهل عندما يلبون رغبات الابن المدلل فإنهم لا يطبقون أي قيمة سلوكية أو أخلاقية يمكن أن تقوِّم سلوكه فيما بعد، مما يجعله يسلك سلوكا غير حسن يكون منشؤه شخصيته التي كوّنها الدلال الزائد".

وعزا ذلك إلى أن المنظومة القيمية عند الابن المدلل تكون غير متبلورة، بسبب الدلال الزائد، وتعوده على الأخذ دون مقابل، ودون أن يلقى قسطا من الإحباط حتى يتعلم أن ليس كل ما يريده يحصل عليه.

شخصية عدوانية

وأشار الشاعر إلى نشوء شخصية عدوانية عند الابن المدلل، وقد تكون انعزالية أيضا، وعلاجها يحتاج إلى زمن بعيد المدى، لأن هذه الصفات انغرست في شخصيته على مدار سنوات طويلة.

وأكّد: "العلاج ليس مستحيلا ولكنه ليس سهلا أيضاً"، ناصحاً الأهل بإيكال بعض المهمات والمسؤوليات للطفل المدلل وحرمانه من بعض الامتيازات غير الأساسية.

وأضاف: "بذلك سيتعلم هذا الابن أن الحياة ليست سهلة وأن فيها من العطاء بقدر ما فيها من الأخذ".

اخبار ذات صلة