قائمة الموقع

​"أبو العرِّيف".. صفة تستوجب معاملةً خاصةً

2018-01-15T10:06:32+02:00

يعاني بعض الآباء والأمهات من أطفالهم الذين اقتربوا من سن المراهقة، والذين يدعون معرفتهم بكل شيء، ويرفضون سماع أو تلقي أي توجيه من أي شخص كبير سواء كان قريباً أم بعيدًا، ليكونوا حاملين بجدارة للقب "أبو العرّيف"، فهذه الصفة قد تبدأ في الطفولة المبكرة، وتزداد في فترة المراهقة، حيث يمرّ فيها الابن بحالة من التغيرات الجسمانية والهرمونية، التي تؤثر على تفكيره، وتجعله يميل إلى التمرد على كل ما حوله، حتى لو وصل الأمر للادعاء بالمعرفة لكل ما يحيط به.. كثيرا ما تكون هذه الصفة نابعة من مستوى عالي من الذكاء، وهذا ما يوجب على الأهل التعامل مع الابن بحكمة؛ لكي لا يقتلوا فيه الثقة بالنفس..

ومن المعلوم، أن صفة "أبو العريف" لفظة عامية تصف المتحذلق الذي يدعي معرفة كل شيء، حتى إن لم يكن لديه أي معلومة مسبقة عمّا يتحدث عنه أو يجرّب فعله.

أطفال ومراهقون

الأخصائية الاجتماعية سمر قويدر قالت إن هذه الصفة تكثر بين المراهقين بشكل ملحوظ، خاصة أن هذه الفترة تتميز باختلافها عن باقي المراحل، وهي بمثابة مرحلة ميلاد جديدة تسودها التغيرات الجسمانية والفسيولوجية والهرمونية.

وأضافت لـ"فلسطين" أن من أبرز الصفات التي تظهر على المراهق رفضه للتوجيه وإصابته بحالة من العنفوان التي تجعله يتمرد على كل ما حوله ويرفض سماع أي رأي غير رأيه، حتى لو كان على خطأ.

وتابعت: "الطفل أو المراهق خلال هذه الفترة يتطلع للمرحلة التي سيكبر فيها، وسيصبح فيها على معرفة ودراية بكل ما يحيطه، ولكنه يستبق الأحداث بالادعاء بمثل هذه المعرفة، حتى وإن لم تكن موجودة لديه".

وأضحت أن المراهق خلال فترة المراهقة يحاول إخفاء بعض النواقص التي يكون على دراية بوجودها في شخصيته من خلال الادعاء بعلمه بكل شيء، لافتةً إلى أن هذه الشخصية يمكن أن تزيد من تمردها وتعترف بالنقص وترفض تصحيحه أو إكماله أو حتى تقبله.

وحول كيفية تعامل العائلة، وخاصة الوالدين، مع مثل هذه الحالات، قالت قويدر: "على الوالدين تعزيز شخصية الطفل أو المراهق ومحاولة الاستماع الدائم لما يدعي معرفته، ومعرفة مستوى قدراته في مواجهة المشاكل وحلها".

وأضافت أن الاستماع لهذا الابن هو الخطوة الأولى، ويأتي بعدها محاولة مناقشة الحلول التي يبدع الطفل في طرحها، ووضع الاحتمالات كافة لنجاحها وفشلها، داعيةً إلى عدم فرض أي آراء على الطفل والمراهق خلال هذه الفترة؛ لأنه لن يتقبلها بشكل جيد.

يحتاج "أبو العرّيف" معاملة خاصة من الأهل، مع احترام قدراته وعدم التقليل منها، ودون إشعاره بوجود أي نقص أو خلل في معلوماته، حتى وإن وُجد ذلك، كما يجب الابتعاد عن تصغير آرائه مهما كانت، بحسب قويدر.

ودعت أولياء الأمور لاستثمار هذه الصفة في أبنائهم؛ لجعلها سببا في تعزيز الثقة بالنفس، بشرط أن تكون ثقة حسنة وليست كبراً أو غروراً يعود على صاحبه بالسوء.

اخبار ذات صلة