قائمة الموقع

​فراسة الآباء تمحو آثار فرق السن مع الأبناء

2018-01-15T10:05:41+02:00

ينظر بعض الأبناء إلى الفارق العمري الكبير بينهم وبين آبائهم على أنه قاتل للعلاقة بين الطرفين، مما يقلل الدفء الأُسري، ويُشعر الأبناء بصعوبة في التواصل مع الآباء، والتفاهم معهم، كما يواجهون مشكلات في البوح بأسرارهم، وحياتهم الدراسية والنفسية والاجتماعية، وبفعل هذا الواقع يعاني الأبناء، والآباء بالطبع، والأمر لا يتوقف عند "صراع الأجيال" فقط، وإنما له امتدادات تؤثر على الشخصية والحالة النفسية.

لشخصية أكثر اعتدالًا

قال الأخصائي النفسي زهير ملاخة: "في الغالب، نجد أنه عندما يكون الوالدان كبيرين في السن، فإنه يصعب تحقيق التوافق النفسي بينهما وبين أبنائهما، ولكن الأصل عدم جعل فارق العمر الكبير عائقًا، فعلى الآباء أن يراعوا عدة عوامل في التواصل والتربية، حتى تكون شخصية الأبناء أكثر اعتدالًا وإيجابية".

وأضاف لـ"فلسطين": "الأبناء في بداية مرحلة الشباب هم أكثر الفئات تأثرًا بكبر عمر آبائهم، ففي هذه المرحلة تحدث الكثير من المشاحنات لعدم تفهم كل طرف للآخر، وبالتالي على الوالدين استخدام الطرق التربوية الأكثر قبولًا؛ حتى يتجنبوا صراع الأجيال، واختلاف التفكير، وتلبية احتياجات الأبناء المختلفة".

وتابع: "أحيانا يشعر هؤلاء الأبناء بالغيرة والنقص بالمقارنة مع أقرانهم ممن آباؤهم أصغر سنّا، ويكون سبب الغصة غياب التقارب الحيوي من طرف الآباء الكبار، كمشاركة أبنائهم في الأنشطة والتنزه معهم، والحيوية بالبيت والتفهم".

وأوضح ملاخة أن الآباء كبار السن يجب أن يراعوا شكل الحديث واستخدام الأساليب الحميمية العاطفية، وبنفس الوقت التوجيه الأبوي الحريص على تشكيل شخصية ابن متعدد المهارات، وإشباع احتياجاته من ترفيه وخلق جو اجتماعي نشط، وإشراكه مع الآخرين؛ لمنع تكوين أي فجوة أو شعور بالنقص، ومراعاة طريقة تفكيره واهتماماته.

وأكد على ضرورة مراعاة كل هذه الأمور من أجل تجنب أي أثر نفسي ومشاعر سلبية ناتجة عن تعامل خاطئ أو إهمال أو تشديد تربوي، أو تسلط من طرف الأهل.

وبيّن: "وعليه، حتى لا يتحمل أي طرف مشكلة الآخر، يجب غرس الحب والتقارب من البداية في قلوب الأبناء، وتشكيل معاني الحرص والحب والبر وتحمل المسؤولية".

اخبار ذات صلة