قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، إن حركته توقعت أن تكون مواقف السلطة الفلسطينية "أكثر حزما وأكثر صرامة" بعد قرار دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة" لدولة الاحتلال الإسرائيلي، داعيا في الوقت نفسه إلى عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
وأضاف عزام في معرض رده عن سؤال صحيفة "فلسطين"، حول سبب عدم مشاركة "الجهاد" في اجتماع المجلس المركزي الذي ينعقد اليوم في رام الله، إن حركته ثمنت كل جهد يبذل من أجل ترميم البيت الداخلي "وكنا جزءا من الجهود التي بذلت طوال الفترة الماضية، ولكن توقعنا أن تكون مواقف السلطة أكثر حزما وصرامة بعد قرار ترامب حول القدس، وبعد سلسلة من المواقف الإسرائيلية ما يتعلق منها بالمستوطنات ومحاولات ضم الضفة الغربية بالكامل وتقديم قوانين لإعدام الفدائيين الفلسطينيين".
وأوضح أن كل هذه المواقف الأمريكية والإسرائيلية "اتخذت في تحد واضح وسافر للسلطة وللشعب الفلسطيني ولكل الأمة العربية والإسلامية"، مردفا بشأن مواقف السلطة من ذلك: "رغم وجود مواقف إيجابية، لكن توقعنا المزيد".
وأضاف: "بالتالي لم نشأ الذهاب للمجلس المركزي، وسنواصل بذل الجهود لتقوية الوضع الداخلي وحماية هذا الشعب وحقوقه ومقدساته".
وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي اعتذرتا عن المشاركة في اجتماع "المركزي" الذي يستمر ليومين.
وأشار عزام، أن الجميع اتفق على الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير كهيئة تمثيل لكل الشعب الفلسطيني بانتظار الاتفاق على انتخابات المجلس الوطني وإعادة هيكلة وإصلاح منظمة التحرير، لكنه أعرب عن أسفه لعدم حدوث ذلك، رغم أنه كان من الممكن أن يمثل "رافعة حقيقية للوضع الفلسطيني الداخلي".
وأكد أن حركته تدعو إلى عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، قائلا: "هذه الدعوة لم تتوقف من معظم الفصائل والفعاليات أيضًا في الساحة الفلسطينية".
ولم يدع رئيس السلطة محمود عباس، الإطار القيادي المؤقت للمنظمة إلى الانعقاد، بخلاف ما نص عليه إعلان الشاطئ الموقع في 2014م. وبينما شددت اللجنة التحضيرية لـ"الوطني"، في 11 يناير/كانون الثاني 2017، على ضرورة عقد المجلس "بحيث يضم كافة الفصائل الفلسطينية"، وفقًا لإعلان القاهرة (2005) واتفاق المصالحة (4 أيار/ مايو 2011)، من خلال الانتخاب أو التوافق؛ فإن عباس قال في حوار مع صحيفة "القدس العربي" في أبريل/نيسان الماضي، إن اللجنة التنفيذية سائرة "في عقد المجلس الوطني وفق تركيبته القديمة".
"الهجمة الجديدة"
وقال عزام: "يؤسفنا أن نسمع في ظل هذه الهجمة الجديدة على القضية الفلسطينية، أن التنسيق الأمني (بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي) مازال مستمرا. هذا شيء مؤسف ويوضح أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الجهد فيما يتعلق بترتيب الوضع الداخلي".
وبشأن القرارات المحتملة لاجتماع "المركزي"، أجاب: "لا نريد أن نستبق الأمور، نتمنى والشعب الفلسطيني كله يريد أن تكون القرارات حازمة وصارمة لكن لا نعرف ما الذي ستخرج به تلك الاجتماعات".
وأضاف: "إذا كانت قرارات المجلس المركزي في ذات الاتجاه الذي نتحدث به نحن سنشعر بالارتياح وستكون هذه القرارات مشجعة للجميع لبذل مزيد من الجهود والتوافق الحقيقي الكامل".
وأكد عزام، أن المطلوب من المركزي أن يلبي طموح الشعب الفلسطيني -سواء شاركت الجهاد أم لم تشارك- بقطع كامل مع الإدارة الأمريكية، و(إسرائيل) "هذا أقل ما يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني".
ونبه القيادي في "الجهاد الإسلامي" إلى أن الإدارة الأمريكية تتخذ "مواقف عدائية صارخة ضد شعبنا وقضيتنا".
وقال في رده عن سؤال بشأن كيفية إنهاء احتلال الضفة والقدس، إن الإدارة الأمريكية "تمثل كنزا بالنسبة لـ(إسرائيل) لجهة تحقيق مشاريعها وخططها القديمة والجديدة"، مضيفا أن دولة الاحتلال "تمضي بشراسة في تهود الضفة ومصادرة المزيد من الأراضي وبناء مزيد من المستوطنات والتهام أكبر مساحة من أرض الضفة الغربية".
وتابع عزام: "هذا ما يجعلنا نتحدث عن المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، هناك مسؤولية عربية وإسلامية إضافة لمسؤولية الفلسطينيين كسلطة وكفصائل لذلك من الواضح أن الوضع في الضفة يزداد تعقيدا، وأن (إسرائيل) لا تضع اعتبارا لأي شيء طالما أنها مدعومة من الإدارة الأمريكية وبشكل لا محدود".
وأكد أن ذلك "يتطلب جهدا فلسطينيا كبيرا لترتيب الوضع الداخلي ويتطلب وجود موقف عربي وإسلامي جاد وداعم للشعب الفلسطيني وضاغط على الإدارة الأمريكية".
وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، قال إنها "تمضي ببطء شديد"، مضيفا: "الشعب الفلسطيني بأسره توقع بالذات بعد اتفاق القاهرة (الموقع في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) أن تسير الأمور بشكل أسرع وأكثر إيجابية".
وتمم عزام: "للأسف، بطء شديد في سير المصالحة. هناك خطوات إيجابية عديدة اتخذت هنا في غزة وحتى لو كانت وجهة نظر السلطة مختلفة أو تتصور أن الأمور لم تتحقق بنسبة 100% لكن كان يفترض أن تكون هناك خطوات مقابلة أيضًا تعزز الثقة بين كل الأطراف وتشعر هذا الشعب بأن انفراجا حقيقيا قد حصل".