أصيب عشرات المواطنين بجراح، واعتقل آخرون، اليوم، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من محافظات الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وذلك في جمعة الغضب السادسة رفضًا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس "عاصمة" للكيان الإسرائيلي.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، بأن 176 مواطنًا أصيبوا في مواجهات مع قوات الاحتلال بالضفة الغربية وقطاع غزة، بينهم 68 مواطنًا بالضفة، و108 مواطنين في غزة.
وذكرت الوزارة أن المستشفيات التابعة لها تعاملت مع 47 إصابة في الضفة وغزة، بينما تم علاج بقية الإصابات ميدانيًا، دون الإشارة لطبيعة الإصابات ودرجاتها.
قمع مسيرات
ففي الخليل، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة رفضا لإعلان ترامب بشأن القدس.
وأفادت مصادر محلية بأن مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، أطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين لتفريقهم.
كما أصيب 3 شبان برصاص الاحتلال المطاطي، و7 بالاختناق، جراء إلقاء العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين والمحتجين أمام مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وأفادت المصادر بأن مواجهات عنيفة جرت عقب صلاة الجمعة، حيث توجه المتظاهرون إلى شارع الستين الذي يمر من أمام المخيم وجرى اشتباك مع جنود البرج العسكري بالحجارة والزجاجات الفارغ انتهت بإلقاء زجاجة حارقة.
وعند المدخل الشمالي لبيت لحم، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية خرجت بعد أداء صلاة الجمعة قبالة مخيم العزة شمال المدينة، واعتقلت خلالها مواطنين أحدهما عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حسن فرج.
وفور الانتهاء من أداء الصلاة انطلق المصلون في مسيرة عبر شارع القدس الخليل وصولًا إلى المدخل الشمالي لبيت لحم "محيط مسجد بلال بن رباح، إلا أن قوات الاحتلال تصدت لهم بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وفي محافظة رام الله والبيرة، أصيب شاب بقدمه برصاص التوتو المحرم دوليًا، وعشرات آخرون بالاختناق، خلال مواجهات مع جنود الاحتلال عند مدخل مدينة البيرة الشمالي.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تعمدت استهداف الصحفيين في المكان لمنعهم من القيام بواجبهم، من خلال إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاههم بشكل مباشر.
كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية خرجت في قرية بدرس غرب رام الله، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين؛ ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وفي قرية النبي صالح شمال غرب المدينة، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان والفتية ضد الاحتلال في المنطقة الشرقية من القرية، بعد أن توجه المتظاهرون صوب البرج العسكري ورشقوا الجنود بالحجارة.
وأطلق الاحتلال الرصاص الحي والقنابل الغازية بكثافة صوب الشبان ما أدى لوقوع اختناقات.
واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في قرية بلعين غربًا، تخللها إطلاق الاحتلال للقنابل الغازية بكثافة وإصابة عدد كبير من المتظاهرين بالاختناق لكثافة الغاز.
وفي نابلس، أصيب 4 مواطنين بينهم اثنان بالرصاص الحي، مساء اليوم، بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيت فورك شرق المحافظة.
وقال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، إن مواطنين اثنين أصيبا بالرصاص الحي خلال مواجهات في بلدة بيت فوريك، فيما أصيب آخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى عدد آخر بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع.
كما شهدت قرى بورين وبيتا واللبن الشرقية جنوب نابلس مواجهات عنيفة بين شبان وجنود الاحتلال الذين استخدموا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وأفاد شهود عيان بأن عصابات المستوطنين هاجمت منازل المواطنين في قرية اللبن الشرقية، إلا أن الأهالي تصدوا لهم.
في غضون ذلك، أصيب عدد كبير من المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات متفرقة في مدينة قلقيلية والبلدات التابعة لها.
وقالت مصادر محلية: إن مواجهات اندلعت في بلدة جيوس شرق قلقيلية على الشارع الالتفافي المحاذي للقرية حيث رشق الشبان الجنود بالحجارة والتي أطلقت وابلًا من القنابل الغازية والصوتية.
وكذلك نصبت قوات الاحتلال حاجزا عسكريا وأغلقت مدخل بلدة عزون المجاورة وشرعت باستفزاز المواطنين.
كما اندلعت مواجهات واسعة مع قوات الاحتلال والمستوطنين في قرية فرعتا قضاء المدينة حيث جرف المستوطنون أراضي المواطنين فيما أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع.
كما أصيب شاب بعيار معدني وعشرات آخرون بالاختناق خلال مواجهات في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية.
اعتقالات
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، خمسة مواطنين من عائلة واحدة بعلار شمال طولكرم شمال الضفة المحتلة بعد مداهمة منازلهم وسرقة مبالغ مالية، والاعتداء على أفرادها بالضرب.
وقالت مصادر محلية إن قوة عسكرية كبيرة داهمت منزله الساعة الواحدة فجرًا بشكل وحشي، وفتشته تفتيشًا دقيقًا، وعبثت وحطمت بعض محتوياته، قبل أن تعتقل نجله يزن (17 عامًا) في وقت سرق فيه جنود الاحتلال مبلغًا من المال قدر بـ(17400) شيقل، و(750) دينارًا، إضافة إلى (600) دولار.
وأضافت أن قوات الاحتلال اقتحمت منازل أشقائه المجاورة لمنزله، واعتدت على ابن شقيقه المحرر عرفات نزار طقاطقة (25 عامًا) بالضرب المبرح مما تسبب في كسر يده ونقله والده إلى مستشفى الشهيد ثابت بطولكرم لتلقي العلاج.
كما قامت بتكسير زجاج سيارته وسرقة قطع مركبات خاصة بهم، واعتقال شقيقيه إياد معروف طقاطقة (40 عامًا)، وابنه محمد إياد طقاطقة (20 عاما)، ونهاد معروف طقاطقة (52 عاما)، وابن شقيقه معروف نزار طقاطقة (36 عاما).
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال انسحبت من منازلهم الساعة الخامسة فجرا.
قطاع غزة
وفي قطاع غزة، أصيب 43 مواطنًا بجراح، وعشرات آخرون بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال على الحدود الشرقية للقطاع.
وأوضحت وزارة الصحة أن الإصابات توزعت كالآتي: 17 شرق غزة و15 شرق جباليا و3 شمال بيت حانون و2 شرق البريج و6 شرق خان يونس.
ونوهت إلى أن معظم الإصابات كانت بالأعيرة النارية المباشرة وواحدة بعيار مطاطي في الرأس وواحدة بقنبلة غاز في الكتف.
وأشارت إلى أن الطواقم الطبية تعاملت مع 65 حالة ميدانية جراء استنشاق غاز مسيل للدموع.
تشييع شهيدين
من جانب آخر، شيّع آلاف المواطنين، اليوم، جثماني شهيدين، استشهدا برصاص قوات الاحتلال مساء أمس، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة، وفي بلدة عراف بورين في نابلس.
ففي نابلس، وانطلق موكب الشهيد الفتى علي عمر نمر قينو (16 عامًا)، من أمام مستشفى نابلس التخصصي، اتجاه بلدة عراق بورين، وصولًا إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع الأخيرة عليه.
وسجّي نعش الشهيد في ساحة المدرسة الثانوية في القرية، حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة، قبل أن يوارى الثرى إلى جانب قبور الشهداء من أبناء قريته في مقبرة القرية، وسط حالة من الحزن والغضب بين سكان القرية.
واندلعت مواجهات على مدخل القرية أمس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي باتجاه عشرات المواطنين، ما أدى إلى استشهاد الفتى قينو.
وفي غزة، انطلقت جنازة تشييع الشهيد أمير أبو مساعد (16 عامًا) من المسجد الكبير وسط مخيم البريج، بمشاركة الآلاف من المواطنين، الذين رددوا شعارات تطالب المقاومة بالردّ على اعتداءات الاحتلال المستمرة.
ونقل جثمان الشهيد لمنزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع عليه قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء بالمخيم.
واستشهد "أبو مساعد"، مساء أمس، بعد تعرضه لإصابة بالصدر برصاص جيش الاحتلال، خلال مشاركته في تظاهرة نصرة للقدس على حدود وسط القطاع، وفق وزارة الصحة.