حذر مسؤول ملف اللاجئين في حركة حماس بلبنان، فضل الطه، من خطورة التهديدات الأمريكية الأخيرة بوقف دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مشددًا على أن هذه التهديدات تلبية واضحة لرغبات "تل أبيب" وطموحها.

وقال الطه لـ"فلسطين"، إن الإدارة الأمريكية فعليًا وعبر هذه التهديدات بوقف دعم "أونروا" تلبي طموحًا إسرائيليًا منذ سنوات طويلة يتمثل في توقف عمل الوكالة تجاه اللاجئين، مشيرًا إلى أن انهاء الوكالة يعني شطب قضية اللاجئين وملف حق العودة.

وأكد أن التهديدات الامريكية الظالمة تأتي في ظل سلسلة قرارات تتخذها بحق الشعب الفلسطيني وقضيته، مضيفا "ترامب لبس ثوب صهيوني منذ حملته الانتخابية، ولا يريد أن تمر سنواته الأربعة إلا بتحقيق كل ما سعى وخطط له الاحتلال".

وأعلنت الإدارة الأمريكية قبل أيام عبر مندوبتها في الأمم المتحدة نيكي هايلي أن الرئيس دونالد ترامب سوف يوقف الدعم الذي تقدمه بلاده لأونروا "حتى يعود الجانب الفلسطيني لطاولة المفاوضات مع (إسرائيل).

وعلى وقع التهديد الأميركي بقطع المساعدات عن المنظمة الدولية كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن خطة لإنهاء وكالة "أونروا"، وأنه قد طرح الأمر على الإدارة الأمريكية برئاسة "ترامب".

و شدد الطه على ما تدركه سلطات الاحتلال من أهمية بالغة لدور "أونروا"، وما يمثله وجودها لحق اللاجئين الفلسطينيين والتذكير بقضيتهم من جهة، والاقرار الدولي من جهة أخرى بمسئوليته عن مأساتهم.

ونبه إلى أن الجانب السياسي المعنوي "للأونروا" هو العامل الأقوى الذي ترغب الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال في إنهائه، مشيرا إلى أن الجانب الاغاثي عملت بعض الأطراف الداعمة منذ سنوات لتغييره وتقليصه ليكون بمثابة "معول خنق" على حياة اللاجئين في أماكن تواجدهم.

وأكد أن حق العودة ووجود اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق حول فلسطين، منغص طالما عكر صفو مخططات الاحتلال الإسرائيلي وقيادته السياسية، باعتبارها عقبة أمام أي تسويات أو مشاريع سياسية.

تشكيل جبهة

وطالب الطه بتشكيل جبهة فلسطينية عربية موحدة لإفشال مخططات وتهديدات إنهاء عمل "أونروا"، وتخصيص صندوق لتقديم دعم مالي لسد أي عجز من الممكن أن يخلقه التهديد الامريكي في حال نفذ فعليا.

وأكد أن "أونروا" لابد أن تبقى طالما بقيت قضية اللاجئين الفلسطينيين قائمة، موضحا أن تمسك الفلسطينيين بالوكالة سيبقى إلى وقت عودتهم إلى ديارهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها بفعل الاحتلال ومجازره.

ولفت الطه إلى نشأة الوكالة الدولية وفق القرار الصادر عن الأمم المتحدة (302)، وبموجبه يكون لـ"أونروا" الولاية القانونية والاغاثية على اللاجئين الفلسطينيين، ورعايتهم وتشغيلهم في مناطق عمل "أونروا" الخمس.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الوكالة بالحصة الأكبر من موازنتها بمبلغ تصل قيمته إلى حوالي 360 مليون دولار سنويا.