فلسطين أون لاين

​بعد المطالبة الإسرائيلية بإنهاء دورها

هل حان موعد إنهاء دور الأونروا؟

...
مركز أونروا بغزة (أ ف ب)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

عززت دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، المخاوف لدى الأوساط الفلسطينية وعند اللجان الشعبية في مخيمات اللجوء من قرب انتهاء دور "أونروا" في خدمة اللاجئين الفلسطينيين وكشاهد حي على نكبة 1948.

وقال نتنياهو، في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته يوم الأحد: "اتفق تماما مع انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القوية، للأونروا، هي منظمة تديم المشكلة الفلسطينية، وتديم أيضًا رواية ما يسمى بحق العودة الذى يهدف إلى تدمير دولة (إسرائيل)، ولذا يجب أن تزول الأونروا من الوجود"، وفق تعبيره.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلن نتنياهو أنه بحث قضية تفكيك المنظمة الدولية مع السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكى هايلى، فيما هدد ترامب، في الثالث من الشهر الجاري، بقطع المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين، "بسبب عدم رغبتهم بالتفاوض مع (إسرائيل)".

رئيس اللجنة الشعبية في مخيم الفوار، بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، عفيف غطاشة أوضح أن الدعوات الإسرائيلية التحريضية المسبوقة بدعوات أمريكية تندرج ضمن مخططات دولية لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، وعلى إثر ذلك بدأت الأصوات تتعالى لإنهاء دور الأونروا كونها الشاهد الأبرز على قضية اللاجئين.

وقال غطاشة لصحيفة "فلسطين": إن "الدعوات الأمريكية والإسرائيلية ستدخل حيز التنفيذ الفعلي خلال الفترة المقبلة، وفق ذات السيناريو الذي مضى عليه ترامب في إعلانه لمدينة القدس عاصمة للاحتلال، إذ لم تواجه تلك الدعوات بتحرك شعبي واسع في مختلف أماكن تواجد اللاجئين في الداخل والخارج".

وأشار غطاشة إلى حالة التراجع العربي والإسلامي وتواضع ردت الفعل –حتى اللحظة_ إزاء إعلان ترامب بشأن القدس يشكلان عاملا أساسيا في تشجيع الولايات الأمريكية على قطع مساعداتها للأونروا والشروع في خطوات عملية لإنهاء دورها بالمنطقة.

وتعد الولايات المتحدة الأمريكية، طبقا للموقع الإلكتروني للأونروا من أكبر مانحي الوكالة الدولية؛ حيث تقدم نحو 370 مليون دولار، من إجمالي نحو 874 مليون دولار، تحصل عليها الوكالة كمنح.

بدوره، قال عضو اللجنة الشعبية لشؤون اللاجئين في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، نشأت أبو عميرة: إن "المعضلة الأساسية التي توجه الولايات المتحددة وبعض الدولة في تصفية القضية الفلسطينية تتمثل بقضية اللاجئين وحق العودة إلى جانب مدينة القدس المحتلة والسيادة على الأرض".

وأضاف أبو عميرة لصحيفة "فلسطين": "تعمدت الولايات المتحدة البدء بالقضية الثانية المتعلقة بالقدس، وذلك كبالون اختبار لرد فعل العالم العربي والإسلامي، وعندما جاءت دون المستوى راحت تمهد لإنهاء قضية اللاجئين وطمس حق العودة وذلك ضمن ما يعرف بخطة السلام الأمريكية أو صفقة القرن".

واعتبر التهديدات الأمريكية الاسرائيلية للمساس بوظيفة الأونروا رغم التفويض الممنوح لها من الامم المتحدة من أجل تقديم الخدمات الأساسية إلى اللاجئين الى حين تطبيق قرار 194، بمثابة إعلان حرب سياسية واقتصادية تجاه الكل الفلسطيني، الأمر الذي يستلزم مواجهته بمختلف السبل المتاحة.

في حين، ربط الناشط في قضية اللاجئين، إسماعيل أبو هشهش بين الدعوات الأمريكية الإسرائيلية الأخيرة وبين إقدام الأونروا خلال السنوات الماضية على تقليص مستوى خدماتها في مناطق عملياتها الخمس (قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان).

وأكد أبو هشهش لصحيفة "فلسطين" وجود حالة من التخوف الحقيقي لدى أوساط اللاجئين من انتهاء دور الأونروا، وتحديدا بعدما قلصت خدماتها في قطاع الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية تحت ذرائع مختلفة، مبينا أن التهديدات الأخيرة تنساق مع المخططات الرامية لتصفية القضية.