يوافق اليوم الأحد الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام، يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني.
وقالت وزارة الإعلام في بيان صدر عنها بهذه المناسبة: "إن هذه المناسبة تأتي هذا العام في ظروف استثنائية خاصة تمر بها قضيتنا الفلسطينية، فهي تأتي ونحن نتألم لأن القدس يزداد جرحها ويتضاعف نزيفها، بينما يكتفي العالم أجمع بمهمة المراقب المتفرج على هذه المأساة، وهو ما يضاعف الأمانة الملقاة على عواتقكم زملائنا الصحفيين والإعلاميين".
وأضاف البيان: "أن المهمة اليوم تزداد خطورة بحجم الخطورة التي تتعرض لها مدينة القدس خاصة وقضيتنا الوطنية عامة، بعد الطعنة الغادرة التي تلقتها، ممن افترضوا فيه أنه راعيا لإحلال السلام، ولكننا على يقين أن هذه الإجراءات والقرارات والصفقات لا تزيدنا ولا تزيدكم إلا إصرارا على المضي قدما في طريق كشف الحقيقة، وابطال هذه الوعود، مهما كانت التضحيات وصولا إلى النصر والتحرير".
وتأتي هذه المناسبة وفقا لبيان الوزارة، لتذكرنا بزملائنا الصحفيين الذين قدموا أرواحهم وامتزج حبر أقلامهم وعدسات كاميراتهم بدمائهم الزكية الطاهرة، نتذكر الجرحى الصحفيين الأبطال الذين فقدوا أعضاءً من أجسادهم الأبية الصابرة أثناء تغطيتهم للأحداث وإظهارهم الحقيقة أمام العالم".
وتابع البيان: "نتذكر زملائنا الإعلاميين القابعين خلف قضبان الاحتلال وهم يدفعون ضريبة العمل الصحفي والحقيقة التي يقدمونها بلا تردد للعالم في كل مكان، حيث قدّم هؤلاء جميعا أعز ما يمتلكون من أجل شعبهم الفلسطيني الأبي الصامد وقضيتهم الوطنية العادلة".
وأكدت الوزارة أنه ليس من باب الصدفة أن تأتي هذه المناسبة في وقت يواصل الاحتلال تغوّله على حرية الرأي والتعبير، ويضرب بعرض الحائط في تعامله مع زملاءنا الصحفيين والمؤسسات الإعلامية كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، اعتقالا واعتداءً وحرمانا وتعذيبا وإغلاقا ومصادرة، وهو ما يؤكد أن الرسالة الصحفية الفلسطينية آلمته، ونجحت في كشف زيفه وتضليله في كل مكان يحاول أن يجمل فيه صورته البائسة.
وطالبت الوزارة كافة الصحفيين والإعلاميين تحمل المسئولية من خلال خطاب إعلامي وطني وحدوي، يترجم النقاط التي تم التوافق عليها سابقا في البيان المشترك لكافة الأطر والكتل الصحفية دعما للمصالحة.
وترحمت الوزارة على أرواح شهدائنا الصحفيين والإعلاميين الأبطال، متمنية الشفاء العاجل للجرحى البواسل، والإفراج العاجل عن أسرانا الميامين، فهم منارة الحقيقة التي لا تتغير ولا تتبدل، والشاهد على زيف ديمقراطية المحتل.
كما تقدمت بأسمى آيات الفخر وأعلى درجات الاعتزاز بالزملاء الصحفيين والإعلاميين، كل في مكان تواجده بمرور هذه المناسبة ونقف لهم تكريما على جهودهم التي لا تتوقف من أجل نصرة القضية الفلسطينية العادلة.
وأكدت على حرصها المتواصل على توسيع هامش الحريات الإعلامية، واحترام لمهنية إعلامنا الفلسطيني، ومتابعتها الحثيثة لأية قضية طارئة تتعلق بممارسة المهنة، واستعدادها الدائم لمناقشة الملاحظات والمقترحات والشكاوى في هذا الصدد.
واعتبرت أن أحد أهم أشكال الوفاء للصحفي الفلسطيني وأكثرها إلحاحا في هذه المرحلة بالذات، العمل على إعادة ترتيب البيت الصحفي، وصولا لبناء نقابة قوية ركائزها المهنية والشفافية.
ودعت الوزارة إلى نصرة الصحفي الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في مواجهة الاحتلال، الذي يستفرد به قتلا واستهدافا واعتقالا ومصادرة وإغلاقا لمؤسساته.
وطالبت كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية إلى ملاحقة الاحتلال "الإسرائيلي" في كل دول العالم من أجل محاسبته على كل قطرة دم أراقها من أبناء شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك الصحفيين الذين استشهدوا أثناء تأديتهم واجبهم المهني، وخاصة في العدوان على غزة في أعوام 2008م و2012م و2014م، كونها شواهد عملية وواضحة على استهداف الصحفيين، وقتلهم واستهداف مؤسساتهم وتدميرها.
كما دعت المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية للوقوف عند مسئولياتها ضد سياسة الاعتقالات بحق الصحفيين، والسعي الجاد لإطلاق سراح أكثر من "30" صحفياً معتقلا، ومنهم مرضى يتهددهم الموت في كل لحظة.
ويصادف يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام بعد إقراره من الحكومة الفلسطينية السابقة بغزة عام 2009، وذلك تقديراً لجهود الإعلاميين الفلسطينيين ووفاءً لتضحياتهم التي قدموها لأجل القضية الفلسطينية.