قائمة الموقع

البشر والحجر والشجر.. ضحايا اعتداءات الاحتلال في القدس

2017-12-31T06:48:14+02:00

لا تعد ولا تحصى، هذا هو حال اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، التي يقع في قلبها المسجد الأقصى، فمن الهدف العام المتمثل في التهويد، وفصل المدينة عن الضفة الغربية، وخنقها بالاستيطان والحفريات، إلى تشريد المقدسيين، لا تجد (إسرائيل) لها مانعا، سوى صمود الشعب الفلسطيني.

ويوضح الناشط المقدسي، فادي أبو أسعد أن الاحتلال يتبع سياسة "تفريغ القدس" من الفلسطينيين، عبر تنفيذ عمليات هدم مستمرة لمنازلهم في المدينة، لا سيما في المنطقة المجاورة للأقصى.

وفي تصريحات لصحيفة "فلسطين"، يشير أبو أسعد إلى أن من بين القرى والبلدات التي تطالها عمليات الهدم العيسوية، وبيت حنينا، وشعفاط، وسلوان، عبر هجمات شرسة يشنها المستوطنون، أو تذرُّع سلطات الاحتلال بـ"عدم الترخيص".

وكان مركز المعلومات الإسرائيلي "بتسيلم" قال مؤخرا، إن سلطات الاحتلال هدمت السنة الماضية 88 منزلا سكنيا و48 مبنى في شرقي القدس. وخلفت أعمال الهدم 295 فلسطينيا -بينهم 160 قاصرا- دون مأوى.

وينوه أبو أسعد، إلى مصادقة ما تسمى اللجنة الوزارية الإسرائيلية "للتشريع"، على تعديل "قانون أساس: القدس"، بما يسمح بفصل مخيم شعفاط للاجئين وكفر عقب عن المدينة المحتلة، في خطوة تهدف أساسا إلى خفض نسبة الفلسطينيين فيها.

وسيعمل الاحتلال على تجريد آلاف المقدسيين في هذه المناطق، من الهويات المقدسية بحجة أنهم يسكنون "خارج الجدار"، بحسب الناشط المقدسي.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قرر مؤخرًا، تفريغ محيط القدس المحتلة من تجمعات البدو الفلسطينيين.

وفضلا عن ذلك، فإن حملات الاعتقال تطال المقدسيين بصفة مستمرة، إذ يقول أبو أسعد، إن قوات الاحتلال اعتقلت أمس ناشطين يدافعون عن قضية الأقصى، عدا عن أربعة من حراس المسجد وهددتهم.

كما أن قوات الاحتلال تتخذ إجراءات انتقامية من المقدسيين عبر فرض الضرائب الباهظة عليهم.

وفيما يتعلق بالأقصى، فإن الاحتلال يعمل على عزله من خلال إجراءات مستمرة وتهويدية، تشمل عدم السماح لحراس المسجد بتتبع المستوطنين الذين يقتحمونه، وإبعادهم عنهم لمسافة تتجاوز 20 مترا، وزيادة عدد قوات شرطة الاحتلال.

ومقابل ذلك، تقيد سلطات الاحتلال دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، بإجراءات صارمة.

ويُذكّر أبو أسعد، بأن سلطات الاحتلال تحدثت عن تشكيل وحدة من شرطتها خاصة بالأقصى، تشمل 200 عنصر مدربين.

وبات التقسيم الزماني للمسجد الأقصى واقعا –بحسب الناشط المقدسي- الذي يؤكد أن سلطات الاحتلال تسمح للمستوطنين باقتحامه عبر باب المغاربة فيما تسميه "فترة السياحة" في الشتاء، ويجري ذلك عند السابعة صباحا.

ويقول إن قوات الاحتلال تمارس تعديا واضحا على عمل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

ويضيف أن سيطرة سلطات الاحتلال على المسجد زمانيا، يعني أنها ستقوم بعد ذلك بالتقسيم المكاني.

ويتابع: "كل هذه الإجراءات تبين أن حكومة الاحتلال أخذت على عاتقها تهويد القدس والأقصى بشكل متسارع"، معربا عن أسفه "للغفلة" التي تسود الوسط العربي والإسلامي.

وترمي سلطات الاحتلال إلى فرض "السيطرة الكاملة" على الأقصى والقدس، كـ"عاصمة" لها.

"اعتداء فارق"

من جهته، يحذر وزير القدس السابق خالد أبو عرفة، من أن الاعتداء الأخير الذي تمثل بصعود مجموعة من المستوطنين إلى صحن قبة الصخرة، يعد "فارقا في مسيرة تهويد القدس عموما والأقصى خصوصا".

ويقول أبو عرفة لصحيفة "فلسطين"، إن هذا الاعتداء جاء بمساندة قوات الاحتلال المدججة بالسلاح لقطعان المستوطنين، مضيفا أن سير هؤلاء على سطح قبة الصخرة يعد بالنسبة "للفكر الصهيوني التلمودي" انعطافة خطيرة، تؤشر إلى أنهم باتوا يعتبرون أنهم وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من المشهد.

ويضيف أن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، "في امتحان بالغ الشدة والتعقيد"، إزاء الاعتداءات على القدس المحتلة.

أما الخبير في شؤون الاستيطان، عبد الهادي حنتش، فيوضح لصحيفة "فلسطين"، أن سلطات الاحتلال ركزت على المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة ومحيطها، لتحويلها إلى "عاصمة" لدولة الاحتلال.

ومن الناحية الداخلية، فإن الاحتلال مصمم على تهويد المدينة إذ إن البلدة القديمة في القدس تبلغ مساحتها 900 دونم، لم يبق منها للفلسطينيين سوى 150 دونما فقط، بحسب حنتش.

ويبين أن العديد من المستوطنات تحيط بالقدس، ويحاول الاحتلال إغلاق كل المنافذ المؤدية للمدينة بالاستيطان لمحاصرتها، وإيجاد أمر واقع وفصلها عن جسم الضفة الغربية.

ويتابع: "في محيط القدس قرابة 23 مستعمرة.. والعديد من البؤر الاستيطانية والمشاريع الأخرى التي تم التصريح عنها وتنتظر التنفيذ".

ويؤكد أن "القدس عمليا أصبحت مفصولة" عن الضفة الغربية، لافتا إلى مشروع E1 (إي وان) الاستيطاني الذي يمتد على أرض مساحتها 12443 دونما من أراضي قرى الطور، عناتا، العيزرية، وأبو ديس في شرق القدس، ويرمي إلى إقامة 4000 وحدة استيطانية و10 فنادق ومنطقة صناعية، كما أنه يربط الكتلة الاستيطانية "معاليه ادوميم"، شرقي القدس، جغرافيا.

وأحضرت سلطات الاحتلال مستوطنين إلى القدس المحتلة، في مقابل ترحيل الفلسطينيين، مبينا أن الاحتلال "يلعب على العامل الديمغرافي".

ويسعى الاحتلال إلى خفض نسبة الفلسطينيين على إجمالي مساحة القدس إلى 12% فقط، على أن تكون النسبة المتبقية مستوطنين.

وفيما يخص الحفريات، فإن دولة الاحتلال تعمل على إيجاد وقائع عبر تنفيذ هذه الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى، عدا عن وجود أنفاق تحت الأرض يستخدمها المستوطنون وقوات الاحتلال للبحث عما يسمى "الهيكل" المزعوم.

ويتمم حنتش، بالتحذير من أن سلطات الاحتلال تهدد وجود المسجد الأقصى.

ويشار إلى أن قوات الاحتلال نصبت في يوليو/تموز الماضي بوابات إلكترونية على أبواب الأقصى، أدى ذلك إلى احتجاجات شعبية فلسطينية إلى إزالتها لاحقا.

اخبار ذات صلة