قائمة الموقع

نشطاء المقاومة الشعبية.. قادة ميدانيون في مواجهة الاحتلال

2017-12-31T06:21:48+02:00

كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يشاهدون اعتداء المستوطنين على إحدى العوائل بحي تل الرميدة في قلب مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، مؤخرًا، وعلى ما يبدو أن ذلك كان يحلو لهم، فلم ينبس أحدهم ببنت شفة لحظتها.

في غضون ذلك، تصدى جنود الاحتلال لمجموعة من النشطاء السلميين حاولوا الوصول إلى مكان الحادث، واحتجزوا جميعًا إثر ذلك.

أما المستوطنون، لقد تبجحوا في التنكيل بالعائلة الفلسطينية في "مشهد يتكرر كثيرًا في الأراضي المحتلة"، كما يقول الناشط ضد الاستيطان عيسى عمرو.

ويحاول هؤلاء النشطاء من خلال فعاليات المقاومة الشعبية التصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه في الأراضي المحتلة.

لكن هذا يعرّضهم لانتهاكات إسرائيلية، تصل إلى الاعتداء بالضرب والاعتقال وإطلاق النار، كما يقول عمرو في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين".

ويضيف: "في أثناء حملات قطف الزيتون، كان المستوطنون يعتدون علينا وعلى المزارعين، وعندما نريد الدفاع عن أنفسنا كناشطين وعن المزارعين أيضًا، كان يتدخل جيش الاحتلال ويعتدي علينا".

ويشير عمرو إلى أنه اعتقل عشرات المرات من قبل قوات الاحتلال بسبب محاولات الدفاع عن العائلات والأراضي الفلسطينية من انتهاكات المستوطنين والجنود.

وتابع: المستوطن يعتدي عليك، وعندما تريد الدفاع عن نفسك يأتي جيش الاحتلال يعتقلك.

وأكد عمرو أن الاحتلال والمستوطنين والجنود وحدة وكتلة واحدة، يعملون معًا على تعزيز الاستيطان والاحتلال.

وأكمل الناشط ضد الاستيطان: "جيش الاحتلال يحمي المستوطنين عند اقتحاماتهم وفي أثناء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين، والجيش يعتدي على أي مواطن يحاول الدفاع عن نفسه أمام المستوطنين، ويعتقله وينكل به".

وقال: "هناك تنسيق مسبق واضح بين قوات الاحتلال والمستوطنين. وهم أهم جزء للاحتلال في الضفة الغربية، ويقودون الآن المشهد السياسي في دولة الاحتلال".

وحول أوجه استهداف قوات الاحتلال لنشطاء المقاومة الشعبية، أفاد عمرو بأن الاحتلال يصادر أجهزتهم الخلوية وكاميراتهم، ويعتدي على منازلهم ليلاً ويحطم الأثاث والممتلكات، ويحتجزهم عند الحواجز، ويجري التنكيل بهم وضربهم.

كذلك، تستهدفهم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بشكل مباشر، كما يقول عمرو.

كما أن الاحتلال يلجأ إلى حملات تشويه ضد هؤلاء النشطاء في المجتمع المحلي، بحسب الناشط عمرو، من خلال محاولة إقناع المواطنين من قبل بعض العملاء والجاهلين بأن المقاومة الشعبية غير مقنعة أو مؤثرة، وغير ذلك من التشويهات التي تطال أحيانًا رموزًا وقيادات المقاومة في الضفة الغربية.

ولفت الأنظار إلى أن قوات الاحتلال تعتقل في سجونها 6 من رموز وقادة المقاومة الشعبية في الضفة، فيما تحاكم السلطات أعدادًا أخرى بين فينة وأخرى، وتطلق سراحهم لكن يتعرضون لشروط قاسية من الاحتلال الإسرائيلي.

وصعدت قوات الاحتلال من استهداف هؤلاء النشطاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 6 ديسمبر/ كانون أول 2017، بأن مدينة القدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي.

وقال عمرو في هذا الشأن "بصدور قرار ترامب، أو دونه، يجب أن يكون هناك مقاومة شعبية تقاوم الاحتلال والاستيطان وتحمي الأرض الفلسطينية المحتلة وتعزز صمود المواطن".

وأضاف: "الاحتلال يعرف نشطاء المقاومة الشعبية، ويعتدي عليهم ويعتقلهم وينكل بهم، ويحاول عزلهم أيضًا، وكان للسلطة دور في محاربة هؤلاء النشطاء".

وبين أن الاحتلال بات يخشى هؤلاء النشطاء بعد الإجماع الوطني على المقاومة الشعبية من جميع الأطر والمؤسسات الفلسطينية وخاصة الرسمية، وينظر لهم الاحتلال على أنهم قادة ميدانيون، يستطيعون إيلامه، ويعرفون كيف يحشدون الجماهير وكيف يؤثرون على الاحتلال والمستوطنين.

اخبار ذات صلة