فلسطين أون لاين

عهد التميمي.. رمز جديد للمقاومة الشعبية الفلسطينية

...
رام الله- (أ ف ب)

أصبحت الطفلة الفلسطينية عهد التميمي بشعرها الأشقر المجعد التي تحاكم حاليًا بتهمة ضرب جنديين إسرائيليين، شخصية مكروهة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ورمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية.

وتاريخ عهد في مواجهة جيش الاحتلال يعود إلى طفولتها، كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما استقبلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2012، وكان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء، بعد انتشار شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع جيش الاحتلال من اعتقال طفل من عائلتها.

وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي إسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف أو تردد، في محاولة لإنقاذ الفتى من قبضة الجندي.

واعتقلت الطفلة في 19 كانون الاول/ديسمبر الماضي، بعد انتشار شريط فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام تظهر فيه مع قريبتها نور وهما تقتربان من جنديين يستندان إلى جدار منزل عائلة عهد، وتبدأن بدفع الجنديين، ثم بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.

وقررت محكمة عسكرية اسرائيلية مجددا أمس تمديد اعتقال التميمي (16 عاما) ووالدتها ناريمان (43 عاما) حتى الاثنين القادم. أما ابنة عمها نور ناجي التميمي (21 عاما) فسيتم الافراج عنها غدًا الأحد "اذا لم يبرز أي دليل جديد"، وفق متحدثة عسكرية إسرائيلية.

ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية. وسجن لسنوات عدة لدى الاحتلال.

ويصف باسم التميمي عهد بـ "الخجولة"، ويقول والدها لوكالة الصحافة الفرنسية، إن عهد "صاحبة قناعة ترفض الاحتلال بوعي ومسؤولية".

على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفها فلسطينيون وعرب بـ "البطلة" وطالبوا بالإفراج عنها. وبين التعليقات "كم أنت عظيمة يا عهد"، "لك الله يا بطلة، أنت بألف رجل بشهامتك وكرامتك ووطنيتك. أنت فخر للفلسطينيين وهم حثالة البشرية لا يقدرون على الرجال فأصبحوا يحاكمون الصغار".

وكانت عهد تحلم بأن تصبح لاعبة كرة قدم، لكنها قررت دراسة القانون للدفاع عن عائلتها وقريتها الصغيرة القريبة من مدينة رام الله، وهي حاليا طالبة في الثانوية العامة بمدرسة في مدينة رام الله.

بطلة شقراء

في دولة الاحتلال، أثارت شعبية الطفل غضبا عارما، الى درجة كتب السفير الاسرائيلي السابق في الولايات المتحدة وعضو الكنيست مايكل اورن تغريدة على موقع "تويتر" عبر فيها عن شكوكه بأن يكون أفراد عائلة التميمي أقارب بيولوجيين. وادعى أن العائلة تستأجر الأطفال وتلبسهم ملابس أميركية الطراز. وأثار هذا التعليق موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب الصحافي الاسرائيلي "بن كاسبيت" مقالا في صحيفة "معاريف" يتوجه فيه لجيش الاحتلال بالقول "الثمن يجب جبايته في فرصة أخرى، في الظلام، دون شهود وكاميرات"، في تحريض على اغتصاب الطفلة.

لكن باسم التميمي يرفض الرد على اتهامات وسائل الاعلام والمسؤولين الإسرائيليين، قائلا "لسنا مضطرين للرد عليهم أو الدفاع عن أنفسنا"، ساخرا من كل الكلام عن لون شعرها وبشرتها.

ويقول باسم إن عهد "كبرت وهي تستمع الى قصص عن الاعتقالات والاقتحامات التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي"، مشيرا إلى أن في عائلتها "شهداء بينهم خالها وعمتها".

ويضيف "ثقافة المقاومة شكلت وعي عهد وإيمانها" بقضيتها.

ويرى باسم أن ابنته أصبحت "قضية رأي عام" في دولة الاحتلال، متخوفا من أن يتم الحكم عليها بالسجن. ويقول "لا أتمنى ذلك، ولكنهم سيحكمون عليها، لأنهم مصرون على اعتقالها".