يكشف تهجم عضو الكنيست الصهيوني "أرون حزان" بألفاظ نابية على عائلات الأسرى الفلسطينيين مدى الانحطاط الأخلاقي، الذي وصل إليه المستوى السياسي والبرلماني الصهيوني, هذا المشهد الإرهابي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المجتمع الصهيوني يفرز في كل انتخابات برلمانية عينات من المجرمين والفاشيين والإرهابيين, ممثلين له في الكنيست الصهيوني, ليكشف مستوى التطرف الرهيب الذي يغوص فيه المجتمع الصهيوني, وأفرز الإرهابي "حزان", الذي استطاع أن يفرض على جيش الاحتلال أن يوقف حافلة ذوي الأسرى, وهي المقرر لها عدم التوقف في طريقها لدواع أمنية صهيونية, لتبقى تسيير في طريقها بلا توقف إلا أمام سجن رامون في النقب الفلسطيني المحتل, ويكون ذلك بمرافقة أمنية صهيونية مشددة, فاعتداء النائب الصهيوني "حزان" اللفظي على ذوي الأسرى كان برعاية الجهات الأمنية الصهيونية الرسمية, التي تنسق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تنظيم تلك الزيارات إلى الأسرى, فأين موقف اللجنة الدولية للصليب الأحمر من هذا الاعتداء؟!، وماذا لو تطور الاعتداء إلى المساس بحياة ذوي الأسرى وسلامتهم, ومعظمهم من كبار السن وهم الفئة المسموح لها بالزيارة فقط؟!
ما أقدم عليه "حزان" يكشف بلطجية الساسة الصهاينة, واستخدامهم أساليب العربدة وقطع الطرق والعقاب الجماعي وتعريضهم الأبرياء للخطر, وهذه ثقافة متجذرة في تعامل الاحتلال الصهيوني مع الشعب الفلسطيني, هذا التهجم على ذوي الأسرى يجب ألا يمر مرور الكرام, وعلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر العمل على توفير الحماية الضرورية لعوائل الأسرى، في أثناء الزيارات التي تنظمها وتشرف عليها.
الهزيمة المدوية التي لحقت بالكيان الصهيوني في ملف الجنود الأسرى بقطاع غزة، وضربت كبرياء الجيش الصهيوني في الصميم, وأنزلت به الهزيمة والزلزلة في مبادئه العسكرية وعقيدته القتالية؛ هي ما دفعت "حزان" إلى انتظار عوائل الأسرى الفلسطينيين, ليهاجمهم ويشتم أبناءهم الأسرى بألفاظ نابية, في حالة انتقام خبيثة, ورد فعل على العجز الاستخباري الصهيوني في معاجلة ملف الجنود الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة, فبعد ما يزيد على ثلاث سنوات يقف الكيان الصهيوني في حالة من الارتباك والعجز والفشل في إنهاء أزمة جنوده الأسرى, أمام تمسك المقاومة بشرطها عدم الحديث عن الجنود الأسرى قبل الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار, وهو الشرط المبدئي للبدء بالتفاوض في عملية تبادل للأسرى جديدة, وقد يساهم الاستعراض العدائي للإرهابي حزان ضد أهالي الأسرى في تحريك الملف إعلاميًّا في المجتمع الصهيوني ليصبح موضوعًا للرأي العام, بعد محاولات من حكومة الاحتلال لإخفاء معلومات كثيرة عن حرب 2014م, وهزيمتها النكراء في مواجهة المقاومة, وسعيها الحثيث إلى التستر على تفاصيل المعارك التي خلالها أسر الجنود في غزة, وادعاء مقتلهم في المعارك.
ولعل الحديث الذي دار بين الإرهابي "حزان" ووالدة أحد الأسرى يلخص الآلية التي تنتهي بها قضية الجنود الأسرى في قبضة كتائب القسام, عندما خطابها عضو الكنيست "حزان": "نريد أبناءنا الجنود الأسرى في غزة", أجابته بكل شموخ وعزة: "ونحن كذلك نريد أبناءنا الأسرى في سجونكم, أنجزوا صفقة واضغطوا على حكومتكم لتأخذوا جنودكم ونستعيد أبناءنا", فرد عليها "حزان": "نحن لا نريد عقد أي صفقة مع حماس", هذه العنجهية وهذا التعجرف الصهيونيان سيُكسران بإرادة المقاومين, الذين أصروا على شروطهم ولديهم من الخبرات التفاوضية ما يجعل الاحتلال يرضخ لشروطهم صاغرًا طال الزمان أو قصر, فليس هناك أي معلومة دون مقابل كما أعلن القسام في أكثر من مرة, ولن تتمكنوا من رؤية جنودكم دون أن يرى أسرانا شمس الحرية.