قائمة الموقع

مساعٍ اسرائيلية لتقطيع أوصال القدس مع محيطها عبر مشاريع استيطانية جديدة

2017-12-27T08:02:55+02:00
مشهد عام لمدينة القدس (أرشيف)

كشفت مصادر إعلامية عبرية، أمس، أن شرطة الاحتلال تنوي إقامة 16 مركزًا جديدًا للشرطة، في الأحياء الفلسطينية، بمختلف أنحاء القدس، وذلك ضمن خطتها الرامية لإحكام السيطرة على المدينة المقدسة.

وبحسب المصادر، فإن ما سبق جاء وفقًا لتوصيات أجهزة أمن الاحتلال، إثر الأحداث التي اندلعت في باب الأسباط بعد تركيب البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية وكاميرات المراقبة على مداخل الأقصى، في شهر تموز الماضي.

وأفادت المصادر، بأن أجهزة الاحتلال تعتزم تنفيذ خطة أمنية، لتعزيز وجودها في باب العامود (أحد أبواب القدس القديمة) تشمل إنشاء مقر لشرطة وحرس حدود الاحتلال، وبناء أبراج متوسطة الارتفاع في المنطقة.

وذكرت، أن ما أسمتها الخطة الأمنية لباب العامود "شاملة متكاملة"، أي سيتم تغيير البنية التحتية للباب من حيث الإضاءة وحركة المرور ونصب 40 كاميرا للمراقبة، تُمكن عناصر الشرطة من متابعة الأحداث من كافة الجهات في الباب.

تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال أعلنت مؤخرًا عن مشاريع استيطانية جديدة، تتضمن بناء مليون وحدة استيطانية خلال الـ20 عاما القادمة، وبناء 300 ألف وحدة سكنية في مستوطنات القدس الكبرى مثل معاليه أدوميم وجيلو، وهو ما يشكّل عنوان المرحلة المقبلة، وفق خبراء مقدسيين.

وعد مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية في القدس، د.خليل التفكجي، ما يجري في مدينة القدس حاليًا "إلغاء للجغرافيا وتقطيع أوصالها مع محيطها الفلسطيني، واستيعاب مئات الآلاف من المستوطنين الجدد".

وأكد التفكجي لصحيفة "فلسطين"، أن القدس تتعرض لمشاريع استراتيجية وتهويدية، بهدف إخفاء عروبتها، من خلال تهجير السكان وتدمير الأماكن المقدسة فيها، إضافة إلى فرض سياسة الأمر الواقع في الاستيطان.

وذكر أن الاحتلال يستهدف خواصر القدس، لا سيما الجهة الشرقية من مستوطنة معاليه أدوميم، الذي يشكل الضلع الأكبر للمدينة، على حساب الأحياء المقدسية وتواصلها مع المحيط الفلسطيني القريب منها.

وأوضح أن نشر مراكز للشرطة الإسرائيلية بطواقم كبيرة، جاء لكي يتناسب مع الخطة التهويدية للمدينة المقدسة، مشيرًا إلى أنه سيرافق التهويد انتشار أمني مكثف لحماية المشروع من أي انتكاسات أمنية.

من جانبه، رأى الخبير في شؤون الاستيطان بشار القريوتي، أن هذه المشاريع سيكون لها علاقة بالسيادة الإسرائيلية على المستوطنات التي ستضم وفرض القانون الإسرائيلي، ومصادرة الأراضي تحت بند تبييض الأراضي.

وقال القريوتي لصحيفة "فلسطين": إن ما تُسمى وزارة الإسكان الإسرائيلية تعكف حاليًا على إعداد خرائط هيكلية جديدة، لكل المستوطنات، وخصوصا التي تقع في محيط القدس.

وذكر أن مستوطنة "اريئيل" أصبحت كبرى مستوطنات الضفة الغربية وعدد المستوطنين فيها ما يقارب على الخمسين ألف قريبة من القدس من خلال مشروع ايالون.

وعدّ القريوتي، طرح مئات الوحدات السكنية "صورة من صور التحدي للتوجه العالمي الرافض للاستيطان، كون الإدارة الأمريكية لم تعد البناء في المستوطنات بناء غير شرعي".

فيما قال الخبير المقدسي محمد زيد، إن القدس أمام كارثة تحل بالسكان والأرض، حيث يتم محاصرة السكان في القدس وخارجها، والأرض المتبقية لن تكون متواصلة.

واعتبر زيد خلال حديثه مع "فلسطين"، المنافسة بين وزارات حكومة الاحتلال لفرض سياسة الأمر الواقع "بمثابة سباق نحو التهويد بصورة مرعبة، وهو مدعوم من منظمات يهودية في العالم".

اخبار ذات صلة