تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي، جملة من الانتهاكات بحق مواطني مدينة القدس، والأراضي المحتلة عام 48، للحد من وصول المصلين للمسجد الأقصى لإعماره والرباط فيه.
ووفقا لمختصين مقدسيين، فإن الاحتلال صعَّد عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس من حملات الاعتقال والإبعاد القسري عن المسجد الأقصى، والاعتداء المباشر والحبس المنزلي، إلى جانب فرض الغرامات المالية، والتضييقات الأمنية، بحق مرابطي المسجد الأقصى.
ونقلت مصادر أمنية عبرية أن سلطات الاحتلال عملت على توسيع سياسة الاعتقال الإداري لمواجهة المرابطين في المسجد الأقصى.
وإلى جانب الرباط في الأقصى، يركز المقدسيون فعالياتهم الوطنية المناهضة لقرار "ترامب" في باب العمود، أحد مداخل المسجد الأقصى الرئيسية، تبدأ باعتصامات ووقفات احتجاجية وتنتهي بمواجهات مع قوات الاحتلال التي تحاول بكل الوسائل وأساليب القمع منع التجمع في هذه المنطقة لتنفيذ فعالياتهم، فيما يقابلها إصرار كبير يحمل طابع التحدي من قبل المقدسيين والمواطنين من الأراضي المحتلة عام 48.
وقال المختص في الشأن المقدسي، جمال عمرو، إن قرار "ترامب" كان بمثابة ضوء أخضر لتصعيد الاحتلال لعدد من الإجراءات والسياسات بحق المواطنين المقدسيين والداخل المحتل، وبما يصب في نهاية المطاف نحو منع أكبر قدر ممكن منهم من الوصول للمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف عمرو لـ"فلسطين"، أن الاحتلال أعطى تعليمات مباشرة لأمنه بالانتشار الواسع في مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى بشكل خاص والشوارع المؤدية إليه، فيما نفذ اعتقالات واسعة النطاق فعلية بحق المقدسيين، وأصدر أحكامًا إدارية فعلية تصل إلى 6 شهور، ومن دون أن تكون هناك قضية.
ونبه إلى تسجيل فرض الحبس المنزلي على عدد من سكان مدينة القدس، وفرص الإبعاد عن الأقصى ضد أعداد من السكان، مشددا على أن تفسير هذه الخطوات لا يخرج عن خشية الاحتلال من وجود مظاهرات واعتصامات تنطلق من الأقصى نفسه.
وذكر عمرو أن الاحتلال ورغم ما يمارسه من تصعيد ملاحظ تجاه مرابطي القدس، إلا أن سياسة ضبط نفس جنوده تجاه ازهاق الأرواح بصورة عامة تبدو "ملاحظة"، وبما يؤكد رغبته في عدم تفلت الأمور من بين يديه.
وبعد أن أدى نحو 45 ألف مصل صلاة الجمعة أول من أمس في المسجد الأقصى، شارك المئات في تظاهرة عفوية نظمت في باحات المسجد بعد الصلاة رفضاً للاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل).
ولدى مغادرة أبواب الأقصى انطلق آلاف المصلين في مسيرة عفوية منددين بالقرار الأمريكي، غير أن قوات الاحتلال كانت تترصد بهم بعد أن انتشرت بكثافة في محاولة لمنع انتقال المتظاهرين إلى خارج البلدة القديمة، وقد فرقتهم في شوارع القدس بالقوة وانتشرت واعتدت عليهم.
وقال مدير مركز إعلام القدس، محمد صادق، إن المشهد اليومي لا يخلو في مدينة القدس من توثيق حالات اعتقالات بـ"الجملة" بحق سكان المدينة الفلسطينيين، لأسباب متعلقة بالحراك الشعبي ضد قرار "ترامب"، والحد من إمكانية تواجد المقدسيين في ساحات وبوابات المسجد الأقصى.
وذكر صادق لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يصدر وإلى جانب ما ينفذه من اعتقالات، أوامر بالإبعاد لمدد متفاوتة بحق المقدسيين عن الأقصى، فيما يشدد الخناق الأمني على كافة الحواجز المؤدية للقدس وبما يضمن تقليل أكبر عدد ممكن من الراغبين في الصلاة والرباط في المسجد من الأراضي المحتلة عام 48.
وأضاف: "الاحتلال يرغب بصورة واضحة في بقاء الأمور تحت سيطرته، وأن يؤم المسجد الأقصى المبارك أعداد يتحكم في دخولها وخروجها كيف يشاء، ودون أن يكونوا لها نشاط رافض لوجوده أو أي من السياسات المتخذة ضد المدينة.
ونبه إلى أن اعتصام المقدسيين شبه اليومي في ساحة باب العمود منذ قرار ترامب، واستمرار توافد المواطنين للمسجد الأقصى، لا يخفى أنه منغص كبير لسلطات الاحتلال، وهو ما استدعاها فعليا لتصعيد سياساتها العنصرية المتعلقة فالاعتقال والابعاد والحبس المنزلي وصولا للضرب والاعتداء في الميدان ذاته.