قائمة الموقع

​الاحتلال يتنصل من استشهاد "أبو ثريا".. و"الصليب" لن تجري تحقيقات

2017-12-24T08:19:13+02:00
فلسطينيون يشيعون الشهيد إبراهيم أبو ثريا (تصوير / ياسر فتحي )

تنصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من جريمة قتل قواتها الجريح المقعد إبراهيم أبو ثريا على السياج الأمني الشرقي لمدينة غزة، في 15 من الشهر الجاري، كما طلبت من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تلقي كل المعطيات والنتائج المتوافرة بهذا الشأن، لكن الأخيرة قالت إنه ليس من مسؤولياتها إجراء تحقيقات.

وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، قال في تصريح صحفي آنذاك: إن "أبو ثريا" (29 عاما) استشهد بعد تعرضه لإصابة بالرأس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأنكر منسق حكومة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، يؤاف مردخاي، في منشور عبر صفحته في موقع "فيسبوك"، أمس، مسؤولية جيش الاحتلال عن استشهاد "أبو ثريا"، زاعما أن تحقيقا إسرائيليا جرى بهذا الشأن.

وقال مردخاي: "توجهت إلى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاك دي مايو وطلبت منه تلقي كل المعطيات والنتائج المتاوفرة ومنها أيضا تقرير سيارة الإسعاف التي أخلت أبو ثريا وتقارير ونتائج الأطباء في المستشفيات في غزة وأي معطيات إضافية متوافرة لديهم".

"الصليب" ترد

لكن المتحدثة باسم "الصليب الأحمر"، سهير زقوت، قالت في تصريحات لصحيفة "فلسطين": "ليس من مسئولية اللجنة الدولية للصليب الأحمر إجراء تحقيقات أو المشاركة فيها".

وأضافت زقوت: "تقوم اللجنة الدولية بتوثيق الادعاءات في كلا الجانبين ومناقشتها بطريقة ثنائية وغير علنية مع السلطات المختصة".

وتابعت: "بصفتها منظمة إنسانية محايدة ومستقلة تذكر اللجنة الدولية الأطراف بالقواعد والمبادئ التي تختص باستخدام القوة".

من جهته، أكد الخبير في القانون الدولي د. عبد الكريم شبير، أن جيش الاحتلال اقترف "جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب وعدوان ضد الشهيد إبراهيم أبو ثريا".

وقال شبير لصحيفة "فلسطين": إن "أبو ثريا" استشهد برصاص جيش الاحتلال على مسمع ومرأى من العالم كله، وكاميرات الإعلاميين وشهود العيان.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يسعى إلى "فبركة" بيانات مصطنعة لا تمت للحقيقة بصلة، مردفا: "علينا أن نثبت للصليب الأحمر وللمندوب السامي للأمم المتحدة أن إبراهيم أبو ثريا قد استشهد على يد جيش الاحتلال".

ادعاءات وتضليل

وأوضح أن من البيِّنات على ذلك، التقارير الطبية والمعاينة، لافتا إلى أن بإمكان الطبيب الشرعي أن يحصل على إذن من النائب العام وأن يتم إعداد تقرير بحضور مندوب "الصليب" ومن يمثل المندوب السامي، لكي يعرفوا حقيقة أن "أبو ثريا" استشهد برصاص الاحتلال.

وأكد أن ما قاله مردخاي "ادعاءات كاذبة وتضليل للرأي العام الدولي والمؤسسات الدولية ولحقوق أبو ثريا"، مبينا أن الشهيد كان أعزل عندما أطلق قناص الاحتلال النار عليه، ولم يكن يحمل سوى العلم الفلسطيني.

وبشأن موقف "الصليب"، قال شبير إن دور الأخير هو أنه مراقب ومشرف على تطبيق اتفاقيات جنيف الأربعة وخاصة الاتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين، بينما الاحتلال يريد إقناع اللجنة الدولية بأنه لم يقتل "أبو ثريا".

وأضاف الخبير القانوني، أن بإمكان "الصليب" أن يرسل من يراقب ويرى كيف كانت عملية قتل "أبو ثريا"، لافتا إلى وجود مشاهد ومقاطع فيديو.

وبشأن المندوب السامي للأمم المتحدة، تمم شبير إن الأخير يمثل مجلس حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ومن حقه أن يطلع ويشاهد ويدقق وإن أراد أن يستدعي لجنة تقصي حقائق أو تحقيق من مجلس حقوق الإنسان، إذ إن له مهمات تختلف عن "الصليب الأحمر".

و"أبو ثريا" –الذي بترت قدماه في قصف إسرائيلي استهدفه سنة 2008- استشهد في "جمعة الغضب"، خلال مشاركته في مظاهرات شرق غزة تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" للكيان الإسرائيلي.

اخبار ذات صلة