طالبت شخصيات سياسية، السلطة الفلسطينية بمراجعة شاملة لمسار التسوية مع (إسرائيل)، وذلك على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
جاء ذلك في ندوة لمركز الجزيرة للدراسات، اليوم، تحت عنوان "ما بعد إعلان ترامب بشأن القدس أي مستقبل للقضية الفلسطينية؟"، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وأشار هؤلاء إلى أن واشنطن بإعلانها المذكور ضربت بكل الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني عرض الحائط، وشددوا على أن الانتفاضة الشعبية الحالية يجب أن تكون ضد كل الإجراءات السابقة للسلطة مع (إسرائيل).
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن قرار ترامب بشأن القدس، "شكل ضربة قاضية لعملية السلام"، لافتا إلى أن "القرار أعاد القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات الإقليم والعالم، كما يعطي فرصة لإنقاذ عملية المصالحة".
وأشار الرشق إلى أن المصالحة الوطنية تواجه حاليا عقبات، مؤكدا أن "حماس أبدت مرونة وحاولت تقديم تنازلات لإنجاح المصالحة، وما زالت تأمل في إنهاء حالة الانقسام".
وفي 12 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وقعت حركتي "حماس" و"فتح"، اتفاق مصالحة، في العاصمة المصرية القاهرة.
ونص الاتفاق على تنفيذ إجراءات لتمكين الحكومة، من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون قطاع غزة، كما في الضفة الغربية.
وأكد الرشق، أن الشعب الفلسطيني متمسك بالقدس الشرقية والغربية عاصمة لفلسطين. وذكر أن القضية الفلسطينية تحظى بدعم كل احرار العالم وليس العالمين العربي والإسلامي وحدهما.
وشدد القيادي في حماس على أن "حماس تراهن على انتفاضة وحراك شعبي متصاعد ومستمر في وجه الاحتلال"، مؤكدا أن ذلك يمثل سدا منيعا أمام قرار ترامب.
وطالب بـ"إعادة النظر في كل المسار السياسي الذي خطته السلطة وحركة فتح، مؤكدا أنه "مسار عقيم"، محذرًا "من السعي إلى راع جديد ووسيط جديد لعملية السلام، فهذا كله وهم وسراب".
من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد أشتية، إن "ما فعله ترامب وحكومة الاحتلال ضربا بجميع الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني عرض الحائط".
وأضاف أشتية، إن "فتح تتجه لعقد (لم يذكر متى) المجلس الوطني الفلسطيني"، مؤكدا أن المجلس صاحب الولاية على السلطة لإجراء مراجعة جدية وحقيقية للحالة الراهنة. ودعا إلى رد فلسطيني على ترامب، يشمل تعزيز صمود أهالي القدس وحراكا شعبيا، وتحقيق مصالحة فلسطينية سريعة، ومراجعة جدية للحراك السياسي.
وأكد أن إنهاء الاحتلال يتطلب خلق جبهة وائتلاف دولي، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال والولايات المتحدة قتلتا المسار السياسي منذ زمن. وأشار إلى أن "الخطر القادم هو التآمر على المسجد الأقصى، وأن هناك مخططات لبناء الهيكل وتدريبا لبعض الكهنة"، مؤكدا أن "اللعبة لم تنته بعد".
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر عدنان هياجنة: إن "ردات الفعل على قرار ترامب مبالغ فيها إلى حد ما" لافتا إلى أن "إدارة ترامب توقعت هذه الردات".
وأوضح أن "العالم العربي مارس دور المتفرج، رغم أن القرار لم يكن مفاجئا منذ زمن إدارات أمريكية متعاقبة".
وقال إنه "كان يجب أن يكون لدى العرب وبالأخص السلطة الفلسطينية استراتيجية للمواجهة وخطط بديلة لكننا نبدو وكأننا متفاجئون بالقرار".
وأضاف أن "عوامل الداخل الأمريكي ثابتة فيما يتعلق بدعم (إسرائيل) مهما كانت الإدارات"، مشيرا إلى تراجع دعم لحل الدولتين بين الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
وطالب بأن تكون الانتفاضة ضد كل الإجراءات السابقة، لافتا إلى أنه "لا يمكن أن تكون نفس الأشخاص التي تطالب بالسلام وبالتطبيع هي نفسها من تقود الانتفاضة".