قائمة الموقع

نشطاء القدس "قادة مرحلة اليقين"

2017-12-22T15:15:21+02:00

لم يكن الأمر مخططًا له، هو ليس حلمًا يراود الشخص منذ نعومة أظفاره كي يصبح "ناشطًا" ميدانيًّا في أكثر المناطق سخونةً على وجه الأرض، بل هو "قدر" يكتبه الله لأشخاصٍ دون غيرهم "قادرين على رفع لواء الحق وخدمة قضيتهم داخل فلسطين".

مهمّته تتلخص في حشد الجماهير وقيادة التظاهرات الداعمة للقضية، ولا يهمه أن يكون جزاء ذلك اعتقالًا أو اعتداء بالضرب أو إقامة جبرية أو منعًا من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، متشربٌ لتاريخ القضية، ويعلم يقينًا أن الحق لا محالة عائدٌ ما دام في أجساد المقدسيين قلوبٌ تنبض.

لقب "الناشط" هو وسام شرف في مدينة القدس، يناله فقط من يبذل روحه للدفاع عنها وعن مقدساتها، تمامًا كما "فادي مطور" من وادي الجوز، ابن الأعوام الستة والثلاثين التي قضى معظمها متنقلًا بين الفعاليات والأنشطة التي تنادي بحق الفلسطينيين التاريخي في مدينة القدس.

السنوات الخمس الماضية

وحسب إفادة مطور إن معظم شباب مدينة القدس يبدؤون حياتهم مشاركين في فعاليات القضية، "تحديدًا من سن الابتدائية إلى الجامعة، وما بعدها بطبيعة الحال يتشرب المقدسي حب القدس ويرتفع يقينه بأن كل شبرٍ فيها هو حق كامل لا تنازل عنه".

يقول: "الناشط الشبابي أو المقدسي هو لقب يطلق على الشخص الذي يمتلك القدرة على حشد الرأي العام، وتجميع المواطنين تجاه قضية معينة في وقت محدد، إضافة إلى مواكبته الأحداث، وعلاقاته الواسعة الممتدة التي تدعم عمله وتصله بأخبار الفعاليات والأنشطة أولًا بأول".

ويبين مطور أن جهود "النشطاء المقدسيين" برزت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، إذ كان لهم دور بارز في إحياء اسم القدس وتاريخها ضمن كل فعالية ونشاط، مؤكدًا أن "النشطاء" وصلوا إلى درجة "قيادة المرحلة"، مع التضييقات التي يواجهونها من الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف: "مع تعدد الانتماءات الوطنية والحزبية للنشطاء المقدسيين من يعيش في المدينة جميعًا يعكسون نموذجًا خاصًّا من الوحدة والألفة غير موجود بأي مكان في الوطن"، لافتًا إلى أن الاحتكاك اليومي مع الاحتلال يلغي أي فروق أو أفضلية لطرف على طرف فـ"هم جميعًا سواء في الهم".

بداية النشاط

ويشير مطور إلى أن بداية نشاطه الفعلي كانت مع بدء انتفاضة الأقصى عام 2000م، وكان في أول العشرينات من عمره، "حين كانت الفعاليات والتظاهرات ضد الاحتلال في أوجها في تلك المدة، وهو الأمر الذي صقل وعيه فيما يتعلق بأحقية الفلسطينيين في أرضهم، وعلمه أن لا يستخف أي فعل يمكن أن يؤدي إلى إنقاذها من بين براثن المحتل، ولو كان التظاهرات".

ويشدد على أنه مع الدور الكبير المنوط بالناشط القيام به هناك الكثير من المحاذير والموانع التي يفرضها الواقع عليه، التي تعيق عمله على أرض الميدان، وأهمها يقول مطور: "ضرورة البعد عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كـ(فيس بوك) و(تويتر)، والتقليل قدر الإمكان من الاتصالات بالهواتف النقالة التي تكون غالبًا مراقبة من الاحتلال الإسرائيلي".

ويعتمد "الناشط" لدى دعوة أهل القدس إلى أية فعالية تتعلق بنصرة مدينتهم ومقدساتها، أو دعم القضية الفلسطينية عمومًا على آلية التواصل المباشر، وذلك لإبعاد أي مجال للشك فيه، أو توجيه تهمة له بالدعوة إلى التظاهر، وبذلك يحبسه الاحتلال الإسرائيلي.

أصعب موقف

ويؤكد مطور أن الناشط المقدسي عرضة كغيره من المقدسيين _وربما أكثر_ للاعتقال لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن آخر مرةٍ اعتقل فيها كانت خلال أحداث نشر البوابات الإلكترونية في محيط المسجد الأقصى.

ويقول: "شهدت تلك المدة انتفاضة كبيرة لأهالي القدس، وما إن بدأ أهالي المدينة يخرجون للاعتصام حتى كنت في طليعة الأسرى، إذ احتجزت مدة خمسة أيام في السجن، ثم فرضت علي الإقامة الجبرية في البيت مدة عشرة أيام".

ويضيف مطور: "الاحتلال يتعمد في تلك الأوقات احتجاز أكبر عدد ممكن من النشطاء، لما لهم من دور كبير في حشد الناس تجاه قضيةٍ واحدة وهدفٍ واحد"، لافتًا إلى أن هدف الاحتلال لم يتحقق ولا مرة، حتى مع اعتقال النشطاء.

ويزيد: "إن أصعب شيءٍ مررت به خلال السنوات الماضية هو إبعادي عن المسجد الأقصى بسبب نشاطي في الفعاليات والتظاهرات"، مبينًا أن أول خطوة اتخذها بعد انتهاء الحبس المنزلي الذي فرضه الاحتلال عليه كانت الذهاب إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه.

ويقول مطور: "على الاحتلال أن يعلم أن من سابع المستحيلات خروج المقدسي من أرضه، كيف له ألا يرى شوارع القدس، ومسجدها الأقصى المبارك كل يوم؟!، هذا الأمر لديهم أهم من الهواء الذي يتنفسونه".

اخبار ذات صلة