كان صوت عهد التميمي التي اعتقلها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، حاضراً بقوة في المسيرات والاحتجاجات المتواصلة ضد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
"لقد كانت أيقونة الاحتجاجات" وتحولت مسألة اعتقالها إلى قضية رأي عام عجت بها وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
وكان جيش الاحتلال قد اعتقل فجر أمس، الطفلة التميمي (16 عاماً) من بلدة النبي صالح غربي رام الله وسط الضفة المحتلة، بعد تفتيش منزل عائلتها، ومصادرة الهواتف النقالة.
وقال والد الطفلة باسم التميمي: "إن قوتين من جيش الاحتلال وحرس الحدود داهمتا المنزل عند الساعة الرابعة فجراً، بعد محاصرته كلياً".
وأوضح التميمي خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن جيش الاحتلال اقتحم البيت بصورة وحشية، وأبلغهم بنيته اعتقال عهد"، مشيراً إلى أنه تعامل بـ"عنجهيته اللاإنسانية" مع أفراد العائلة.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال عاث في البيت فساداً وصادر جميع الأجهزة الإلكترونية والتصوير عنوة، ثم اعتقل عهد ووضعها في أحد جيباته، واقتادها إلى جهة مجهولة".
وأضاف: "الاحتلال أبلغنا في حال الاستفسار عن وجود عهد، التوجه صباحاً إلى ما يسمى مركز بنيامين في منطقة مخماس جنوب شرق رام الله".
وبيّن أن زوجته ناريمان التميمي توجهت للمركز عند الساعة العاشرة صباحاً للاستفسار "لكن الاحتلال اعتقلها"، منوهاً إلى أنه لا يعلم أين اقتاد الاحتلال عهد وأمها، وما هي التهم الموجهة لهما.
ونبّه والد الطفلة، إلى أن الإعلام الإسرائيلي واليمين المتطرف يحرضون بشكل "قوي" ضد طفلته عهد، في محاولة منهم لكسر أمثال عهد، وعدم القبول بهم"، واصفاً جيش الاحتلال بأنه "أكبر إرهاب في الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "لا يمكن أن يصدق أي عقل ما ينشره الإعلام الاسرائيلي بأن عهد تعتدي على جندي مدجج بالسلاح والعتاد".
ومن الواضح أن الطفلة أزعجت قادة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً، ما دفعهم لتهديد عائلته، وكل من يحيط بها، وهو ما صرّح به وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان قائلاً: "كل من في محيطها، ليس فقط الفتاة، ولكن أيضًا أهلها لن يفلتوا مما يستحقونه"، على حد تعبيره.
وسرعان ما ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) بالصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر قوة وشجاعة الطفلة عهد في مواجهة جيش الاحتلال الذي يعتبر نفسه رابع أقوى جيش في العالم.
وأطلق النشطاء وسم "#عهد_التميمي" للتغريد ونشر كل ما يتعلق بالطفلة عهد، حيث بات يتصدر أعلى الهاشتاجات التي جرى التفاعل معها على موقع "تويتر".
الناشط بدر الدين بدر، غرّد عبر صفحته الشخصية بـ"تويتر" قائلاً: "الاحتلال المجرم يعتقل الفتاة عهد التميمي التي لم تتأخر للحظة وهي تدافع عن تراب فلسطين".
وأضاف بدر: "عهد هي التي طردت جنود الاحتلال من منزلها قبل يومين في فيديو شاهده الجميع، كما تمت مداهمة منزل ذويها والاعتداء على أهلها بشكل بشع"، حيث أرفق مع التغريدة عدداً من الصور التي تجسد شجاعة الطفلة.
فيما نشر الناشط يوسف قليب صورة لعهد وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية وعلّق عليها بتغريدة: "لا تنتظروا من العدو الإسرائيلي أن يطلق سراح جميلة فلسطين عهد التميمي من تلقاء نفسه، نحن من نطلق سراحها!".
ودعا إلى تشكيل رأي عام ضاغط على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً: "صدقوني العدو يخاف من هاشتاج فعّال، لنرعبهم باسمها #عهد_التميمي".
أما المهندس رائد العطل فقد غرّد عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "عهد التميمي، طفلة تحرض عليها كل وسائل الإعلام الصهيوني، وتعتقلها قوات الاحتلال ليلا، ويطالب الصهاينة بإبقائها بالسجن مدى الحياة".
وأكمل العطل: "هذه الطفلة الشابة ستصبح أيقونة ثورية ورمزًا كبيرًا من رموز الثورة والصمود".
كما نشرت الناشطة ياسمين جرار عبر صفحتها على "فيسبوك": "دائماً ما تكون عهد التميمي في طليعة أي مواجهة أو مظاهرة أو احتجاج، لأجل فلسطين وأهلها؛ ويصل بها الأمر حتى إلى الوقوف بوجه فوهات البنادق لتحمي الشبان بجسدها".
وختمت تغريدتها متسائلة: "من سيكون اليوم لعهد بعد أن تفرّد بها العدو وسجنها؟".