أدمى الاحتلال الإسرائيلي جرح عائلة الأسيرة القاصرة لمى البكري، حين حكم بالسجن 3 سنوات على ابنتها، التي تفتقدها منذ اعتقالها في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2015م.
واعتقلت قوات الاحتلال الفتاة، بعد إصابتها بثلاث رصاصات في ساقها اليسرى عن بعد أمتار، وحينها لم تكن تتجاوز 15 ربيعًا.
ويزعم الاحتلال أنها حاولت تنفيذ عملية طعنٍ ضد جنوده قرب مستوطنة (كريات أربع)، المُقامة شرقي مدينة الخليل جنوب الضفة المحتلة.
غير أن والدها منذر البكري (43 عامًا) ينفي ذلك نفيًا قاطعًا، ويقول لـ"فلسطين": "كانت ابنتي في طريق عودتها إلى البيت حين أصابها جنود الاحتلال بالرصاص".
وشكّل إطلاق النار على الفتاة واحد من سلسلة مشاهد لعمليات استهداف متعمد بالرصاص الحي من مسافة صفر، ونتجَ عن ذلك شهداء وإصابات خطرة.
ووثق مواطنون وحقوقيون عمليات إعدام نفذها جنود الاحتلال بحق بعض المواطنين، إذ يتعمد بعض جنود الاحتلال وضع آلات حادة بجوار جثامين الشهداء والجرحى، لإثبات ادعائهم بشأن محاولة الطعن، ما يسوغ إطلاق النار صوبهم، من وجهة نظرهم.
وهذا ما حصل مع لمى، إذ وثقت مقاطع فيديو قصيرة تداولها نشطاء على مواقع الإنترنت، والتواصل الاجتماعي وضع أحد الجنود سكينًا إلى جوارها بعد إطلاق النار عليها.
وتكرر ذلك في كل محاولات الاحتلال لتسويغ جرائمه بحق المدنيين من أطفالٍ ونساءٍ ورجال، وحين أطلق جنود الاحتلال النيران أصابوها في مكانٍ حساس من جسدها، إذ اخترقت الرصاصات الثلاث ساقها اليسرى، وجعلتها حبيسة كرسي مقعد أشهرًا طويلة، وتجلى ذلك في جلسات المحاكم التي كانت تشارك فيها الأسيرة الجريحة.
أما عن حالتها الصحية بعد مرور عامين على إصابتها فيقول والدها: "ما زالت لمى بحاجةٍ إلى العلاج مدة طويلة، فالقدم اليسرى لا تستطيع تحريكها بشكلٍ سليم كما كانت من قبل".
ويتذكر والد الأسيرة جيدًا كيف منع جنود الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إليها، وأبقوها تنزف ساعات، قبل أن تنقلها أطقم النجمة السداسية الإسرائيلية إلى مستشفيات الاحتلال.
ويبدي والد لمى استغرابه الشديد من الاتهامات الموجهة إليها من الاحتلال بأنها حاولت تنفيذ عملية طعن، ويكتفي بالقول: إنها كانت في طريقها إلى المنزل.
وتقضي لمى مدة اعتقالها في سجن (هشارون)، الذي يعتقل فيه الاحتلال قرابة 35 أسيرة، بينهن 10 قاصرات.
وما حصل للأسيرة لمى لم يمنعها من إكمال دراستها، ونجحت في اجتياز الصفين العاشر والحادي عشر، وهي الآن طالبة في الثانوية العامة، كما يقول والدها.
ويشير إلى أن عائلة الأسيرة تشتاق إليها كثيرًا، وتحرص على زيارتها في الأوقات التي يسمح بها الاحتلال لها بالزيارة، خاصة أنها بحاجة إلى دعم معنوي في ظل ما تلاقيه بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
ويبين أن العائلة تحصل على تصريحٍ للزيارة مرتين كل أربعة أشهر للأسيرة في (هشارون).
ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي التضييق على أهالي الأسرى في أثناء زيارة ذويهم في السجون، في نوع من العقاب الموجه إليهم.
يشار إلى أن الاحتلال يعتقل في سجونه ما يزيد على 7 آلاف أسير، يعيش غالبيتهم في ظروف قاسية بفعل انتهاكات الاحتلال المستمرة بحقهم.